ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك ما أحسنَ أن يرى الناس بائعًا أمينًا لا يطفِّف في المكيال والميزان؛ بل يعطي المشتري حقه، ولا يأخذ منه إلا ما يستحقه؛ لأنه يعلم أن عقوبة المطفف شديدة، قال تعالى ” وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ” المطففين: 5، 6. وما أجملَ أن يجد المشتري بائعًا لا يغش ولا يخدع، بل يكون ناصحًا للمشتري، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” خير الكسب: كسب العامل إذا نصح”. والبائع الأمين صادق مع المشترين، فلا يكذب في وصف السلعة، ولا في سعر شرائها، وهذا يبارك له في بيعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما” متفق عليه. والبائع الأمين لا يحلف اليمين الكاذبة، ولا يكثر من اليمين الصادقة من أجل ترويج بضاعته، وإقناع المشتري بها. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة” متفق عليه. وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم”، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب” رواه مسلم.
والبائع الأمين لا يبيع المواد المحرمة لضررها، أو لفسادها بانتهاء زمنها المحدد لها من قبل مصانعها؛ لأنه لا يحرص على ربح فيه تلفٌ لنفوس الناس، وضرر عليهم، مهما كثر ذلك الربح. إن من الواجبات على البائعين: ترك بيعهم في وقت الصلاة؛ لأن من المشاهد المؤلمة: ازدحام بعض الأسواق، وفتح محلات البيع في أوقات الصلوات، بل حتى في صلاة الجمعة!، والله تعالى يقول ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ” الجمعة:9. فكيف يطلب هؤلاء رزقَ الله تعالى وهم مقيمون على معصيته في ذلك الوقت؟!!. ومن الواجبات على البائعين: أداء حق الله تعالى من الزكاة إذا بلغت بضاعتهم النصاب، وحال عليها الحول.
ومن الخصال الحميدة التي تُحمد من البائعين: استعمال الأخلاق الحسنة؛ كالسهولة والسماحة، وطلاقة الوجه وبشاشته، وحسن التعامل مع المشترين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” رحم الله رجلا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى” رواه البخاري.
من موقع الالوكة الإسلامي