”البناء” ترحب بالمشاركة في الحكومة و”العدالة” ترفض… بوادر تفكك في تحالف ”الاتحاد الإسلامي”

elmaouid

الجزائر- يعيش بيت تحالف الإسلاميين (الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء) حالة انفصام وخلافات بشأن المشاركة في الحكومة من عدمها، حيث تنتظر حركة البناء عرضا من الوزير الأول عبد المالك سلال للتشاور، في

حين ترفض جبهة العدالة والتنمية بشدة قرار المشاركة، أما حركة النهضة ترفض الحديث عن مواقف افتراضية بما أن الحركة لم تتلق أي دعوة رسمية. 

انتقل الخلاف حول المشاركة في الحكومة من عدمه إلى تحالف “الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء” بعدما سيطر على حركة مجتمع السلم، التي تلقت طلبا رسميا ولم تفصل فيه بعد، ورغم  أن الأحزاب الإسلامية الثلاثة المنضوية تحت لواء “الإتحاد” لم تتلق أي عرض من الرئاسة إلا أن الخلاف حول هذا الموضوع بلغ أعلى درجاته بين رؤساء هذه الأحزاب حيث  هاجم أحمد الدان الأمين العام للبناء الوطني، تصريحات حليفه جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، التي قال فيها إن “رئيس الوزراء لم يتصل بالحركة وإن كانت له نية عرض مناصب حكومية علينا فالعرض مرفوض منذ الآن”، وقال الدان في تصريح صحفي، إن “تصريحات جاب الله تلزم شخصه فقط وليس الاتحاد”، مشيراً إلى أن “موضوع الحكومة أمر ثلاثي يحتاج إلى توافق وليس للانفراد بالرأي”، وهو ما يوحي إلى رغبة “البناء” في المشاركة في الحكومة في حال تلقي عرض رسمي من سلال.

وفي هذا الصدد، استبعد القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف امكانية تأثير مثل هذه التصريحات على  تحالف الاتحاد، قائلا ” لا يوجد أي تصريح رسمي من حركة البناء وكل ما جاء على لسان الدان يبقى كلام جرائد”. 

وأضاف بن خلاف، في اتصال مع “الموعد اليومي” الثلاثاء، أن ” الاتحاد متماسك وسنعقد في الأيام القادمة اجتماعا لتحديد موقفنا من الانتخابات بعد الإعلان الرسمي للنتائج من طرف المجلس الدستوري، وندرس ملف المشاركة من عدمه في الحكومة إذا تلقينا اتصالا رسميا ” .و ختم محدثنا بقوله ” إن الاتحاد سيعمل بكل الوسائل ليصمد ويكون متواجدا في الساحة السياسية، لأننا لم نتحالف من أجل الانتخابات فقط، بل هو تحالف استراتيجي واندماجي وسياسي بين الأحزاب الثلاثة، وسنعمل لتحقيق الأهداف التي وجد من أجلها”.

من جهته، أكد الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، في اتصال مع “الموعد اليومي” الثلاثاء، أن حركته  لا تبدي مواقف حول مطالب افتراضية كون الحركة لم تتلق  أي اتصال من الرئاسة للتشاور حول المشاركة في الحكومة.

وقال ذويبي إن “النهضة ليست منشغلة بهذا الموضوع ولا يمكننا أن نأخذ موقفا من شيء غير موجود أصلا، ونحن لا نريد أن ندخل في معركة افتراضية لا أساس لها من الصحة، وإذا عرضت علينا الحكومة سندرس ذلك مع مؤسسات الحركة” .

وفي تعليقه على التصريحات المضادة بين أحمد الدان وجاب الله، قال محدثنا إنها “وجهات نظر تختلف باختلاف أفكار الحزب” مضيفا “نحن عبرنا على ذلك وأكدنا أنه إذا كان هناك اتصال رسمي من السلطة نلتقي من أجل دراسة ومناقشة الطلب فيما بيننا والقرار الفصل تحدده مؤسسات الاتحاد” .

و في رده عن سؤال حول امكانية تأثير مثل هذه التصريحات على مستقبل الاتحاد ، أكد ذويبي أن” تحالف الاتحاد جاء وفق رؤية موحدة، وتجسيد هذه الرؤية يتطلب عملا  لتحديد الطريق الصحيح ” مضيفا ” نحن لحد الآن في الاتحاد مازلنا أحزابا سياسية وكل حزب له مؤسساته وبرنامجه وخلفياته الفكرية، وسنجسد الرؤية الموحدة مستقبلا” .