البليدة.. إنتاج أزيد من 4.5 مليون قنطار من الحمضيات وانخفاض طفيف في الأسعار

البليدة.. إنتاج أزيد من 4.5 مليون قنطار من الحمضيات وانخفاض طفيف في الأسعار

حققت ولاية البليدة، خلال الموسم الفلاحي الحالي 2021/ 2022 إنتاجا وفيرا من الحمضيات تجاوز 4.5 مليون قنطار من هذا المنتوج، وهو ما تجلى في توفر هذا النوع من الفواكه في الأسواق إلى غاية شهر جويلية الحالي واستحسان المواطن للأسعار المتداولة التي سجلت انخفاضا طفيفا.

وأوضح رئيس مصلحة الإحصائيات بالمديرية المحلية للمصالح الفلاحية، فؤاد عامر، أن الولاية تمكنت خلال الموسم الحالي من تحقيق إنتاج وفير في شعبة الحمضيات قدر بـ 4.520.518 قنطارا من الحمضيات مقابل 4.304.000 قنطار السنة الفارطة، أي بزيادة حوالي 200 ألف قنطار.

وساهمت هذه النتائج في تحقيق وفرة في الأسواق على مدار الأشهر الفارطة وبأسعار معقولة تراوحت بين 80 و150 دج للكلغ الواحد وهذا إلى غاية شهر جويلية الحالي على غير المعتاد، حيث عادة ما كان سعر الحمضيات التي تصبح نادرة خلال شهر جويلية يصل إلى 300 دج أو أكثر .

واستحسن المواطن البليدي هذه الوضعية كثيرا، حيث قال أحدهم إنها “مكنته من اقتناء مختلف أنواع الحمضيات من برتقال وليمون بأصنافهما وبأسعار معقولة خاصة لما تتوفر عليه من فوائد صحية مضادة للزكام والأنفلونزا الموسمية”.

وقال مواطن آخر إن وفرة الحمضيات في السوق وبأسعار مقبولة شجعته على اقتنائها بشكل مستمر لعائلته لتعزيز مناعتهم ضد فيروس كوفيد- 19 الذي كان منتشرا خلال الأشهر الفارطة، باعتبار أنها تحوي على نسب عالية من الفيتامين “ج” الذي يمنح الجسم المزيد من الأجسام المضادة التي تعمل على محاربة أي عدوى تدخل الجسم.

من جهتها، ذكرت سيدة أن وفرة الليمون البري ساعدتها على إحياء عادات أجدادها القديمة في التحضير لمختلف أنواع المربى الذي تشتهر به المرأة البليدية على غرار معجون البرتقال والأرنج وغيرها من أنواع الحمضيات.

واستنادا لمديرية المصالح الفلاحية التي تم غلقها نهاية شهر جوان الفارط، فقد تصدر هذه الحصيلة البرتقال بأنواعه المبكر والمتأخر والموسمي والذي يضم أكثر من 20 صنفا على غرار نوع التومسون الذي أنتجت منه الولاية 1.128.042 قنطارا تلاها الكليمونتين بـ 1.063.456 قنطارا، فالمندرين (اليوسفي) بـ 241.800 قنطار، فيما توزع باقي المنتوج على أنواع أخرى من الليمون والبرتقال بدون نواة والبرتغالية ونافال وغيرها.

يذكر أن ولاية البليدة التي تعد المنتج الأول للحمضيات على المستوى الوطني بإنتاج يقدر بأكثر من 33 بالمائة، تنتج خمس مجموعات من الحمضيات وهي كل من الكليمونتين والمندرين والبرتقال والليمون والليمون البري بمجموع 44 صنفا من الحمضيات المزروعة على مساحة تقدر بـ 19.764 هكتارا، منها 18.352 هكتارا منتجة.

 

الأمطار الاستثنائية وعوامل تقنية وراء تحقيق هذه النتائج

أرجعت المصالح الفلاحية لولاية البليدة أسباب تحقيق هذه النتائج “المرضية” في شعبة الحمضيات إلى عدة عوامل طبيعية وأخرى تقنية أهمها العوامل المناخية الملائمة التي عرفتها الولاية هذه السنة، سيما منها التساقطات المطرية “الاستثنائية” التي سجلتها خلال شهر نوفمبر الفارط والتي قدرت بـ 350 ملم مقابل 70 ملم خلال نفس الشهر من السنوات الفارطة، وهي الكمية التي لم تسجلها الولاية منذ أكثر من 30 سنة، حسب تصريح سابق للمدير المحلي للموارد المائية، كريم علوش.

وساهمت هذه الوضعية في رفع منسوب كافة الآبار التي يعتمد عليها الفلاحون في سقي محاصيلهم والمقدرة بـ 2500 نقب موجه للسقي، وهو ما ساعد في التخفيف من مشكل استنزاف الطبقة الجوفية.

كما ساهم دخول إنتاج 100 هكتار من مساحات الحمضيات المغروسة حديثا في إطار برنامج إعادة الاعتبار لأشجار الحمضيات الهرمة، في رفع المنتوج، وفقا لرئيس مصلحة الإحصائيات بمديرية المصالح الفلاحية، فؤاد عامر.

من جهته، ذكر الأمين العام لغرفة الفلاحة، محمد عبري أن المسار التقني المعتمد من طرف الفلاحين والمؤطر من طرف مصالحه من تسميد وسقي ومكافحة مختلف الأمراض ساهم بشكل كبير في تحقيق هذه النتائج “الإيجابية”، لافتا بالمناسبة إلى النتائج المرضية التي حققها صالون الحمضيات المنظم مطلع هذه السنة والذي شكل فرصة للفلاحين لتبادل الخبرات والتجارب الميدانية المعتمدة في المجال.

وأضاف أن هذا الصالون كان فرصة للفلاحين لطرح انشغالاتهم على السلطات المحلية خاصة ما تعلق منها بتسويق المنتوج وتطويره.

من جهة أخرى، ذكر الأمين العام لغرفة الفلاحة أن مصالحه تعتزم تنظيم قبل نهاية السنة الجارية جلسات وطنية لبحث سبل تطوير شعبة الحمضيات.

وقال السيد عبري إن مصالحه تلقت الموافقة من طرف الغرفة الوطنية للفلاحة والسلطات المحلية لتنظيم قبل نهاية السنة الجارية، جلسات وطنية ستضم مختلف منتجي الحمضيات على المستوى الوطني والمعاهد التقنية والشركاء المرافقين لقطاع الفلاحة من بنوك وصناديق تأمين وغيرها، لبحث كيفية توجيه المنتوج المتزايد للحمضيات المرتقب خلال السنوات القادمة وإقحامه في الاستراتيجية الوطنية الخاصة بإعادة بعث الصناعات الغذائية والتصدير.

كما سيتم التركيز خلال هذه الجلسات على كيفية بحث سبل توفير منتوج الحمضيات على مدار السنة، بدل توقف الإنتاج في شهر مارس فقط كما هو معمول به حاليا، وذلك من خلال دراسة كيفية إنتاج أنواع أخرى متأخرة من الحمضيات تتلاءم مع كافة أشهر السنة.

القسم المحلي