جدد سكان بلدية المحمدية بالعاصمة ممن يعانون من مشاكل الضيق والعيش في الأقبية والأسطح مطلبهم إلى السلطات المحلية، للنظر في انشغالهم بعدما اضطروا طوال الفترة الماضية التي قضوها في انتظار تحقق الحلم إلى تعليق جميع مشاريعهم إلى حين تسوية أزمة السكن التي تجذرت لديهم، آملين حلها لاستئناف حياتهم، سيما أنهم أضحوا فريسة سهلة للهموم بسبب الضغوطات وحرمانهم من تنفيذ مشاريعهم المستقبلية التي تكاد أن تتبخر مع مرور السنوات خاصة منهم سكان الضيق و الأقبية الذين يعانون الأمّرين وسط ظروف غير صحية تهدد صحتهم وتنال من أجسادهم التي أعيتها الأمراض المختلفة على رأسها المتعلقة بالجهاز التنفسي بحكم الرطوبة العالية في مقابل عدم وجود ما يجابهون به هذا الواقع المر .
أعرب قاطنو الضيق بعدد من أحياء المحمدية على غرار حي 68 مسكنا و460 مسكنا وكذا حي الصنوبر ولافيجري، تماريس، ليدو عن استيائهم لاستمرار هذا الوضع وحرمانهم من عملية الترحيل رغم الوعود التي تلقوها وتشبثوا بها على أمل الظفر بشقق تحفظ لهم كرامتهم وتحميهم من سلسلة الأمراض التي أضحت تفتك بهم، علما أن البلدية لم تستفد من حصة سكنية منذ قرابة الـ 20 سنة، موضحين أنهم أودعوا ملفاتهم السكنية سنة 2001 متكبدين عناء تجديدها في كل مرة تطلب منهم بلديتهم إيداع الوثائق المطلوبة، مشيرين إلى مرور لجنة الشؤون الاجتماعية في أكثر من مناسبة للتحقيق وتفقد سكناتهم لكن لم تأت الأخيرة بأي مستجد يبعث على الارتياح، بل تركت آمالهم في الترحيل معلقة إلى يومنا هذا، متذرعة بحجج غير مقنعة من أن البلدية لم تستفد من حصة سكنية وأن الأمر خارج عن نطاقها، ما أثار حفيظة هؤلاء كونهم يعيشون ظروفا قاسية سيما منهم أولئك المضطرين إلى الكراء الذي استنزف جيوبهم لأكثر من 20 سنة ومنع عليهم فرصة تحسين مستواهم المعيشي الذي يزداد سوء يوما بعد يوم بسبب غلاء المعيشة في مقابل استقرار رواتبهم على رقم معين أو الاستفادة من زيادة محسوسة بالكاد يسدون بها رمقهم ورمق أفراد عائلاتهم التي كثيرا ما تضطر بدورها إلى التشرد عند الأقارب تخفيفا للأعباء المالية والهرب من الضيق .
ودعا السكان رئيس بلديتهم إلى العمل على تخفيف المعاناة عليهم لتحقيق الحلم الذي بقي يراودهم وتمكينهم من سكنات تحفظ لهم كرامتهم وتعوضهم عن سنوات عمرهم التي ضاعت سعيا وراء هذا الحلم .
إسراء. أ