البعد الديني في الثورة الجزائرية.. شهداء الثورة التحريرية

البعد الديني في الثورة الجزائرية.. شهداء الثورة التحريرية

سمي الشهيد شهيدا لأن جراحاته تشهد له ودماؤه التي تشحب يوم القيامة لونها لون الدم، وريحها ريح المسك على رؤوس الأشهاد، فيشهدون رفيع منزلته في الدرجات العليا في دار السلام فهو يشاهدها ويعيش فيها من حين استشهاده إلى الأبد الآخر وهو الخلود الدائم الذي لا انقطاع له. أما في الثورة الجزائرية فقد أطلقه الشعب الجزائري على كل قتيل وقع في معركة خاضها من أجل تحرير الأرض من رجس الاستعمار الفرنسي. وقد بلغ عدد شهداء الثورة الجزائرية، حسب الإحصائيات التقريبية، زهاء مليون ونصف مليون شهيد، وأصبحت الثورة الجزائرية اليوم تعرف بثورة المليون شهيد . وتستعاد عند مراسيم دفن كل شهيد أو عند إحياء ذكراه، علامات الفرح التي  كانت لا تخفى في مثل هذه المناسبات الجنائزية والتي كانت عادة ما تنطلق معها ” الزغاريد تحية لاستشهاد المجاهد الذي سقط في ساحة الشرف”. وتعترف الوثائق الفرنسية بأن جثة الشهيد تدفن دون غسل، إقتداء بسيرة السلف، وابتهاجا بنيل الشهادة  .وهذا الموقف، كثيرا ما كانت تستشهد بها جريدة المقاومة الجزائرية، خاصة عن قصص النساء التي كن يستقبلن أخبار استشهاد أزواجهن وأولادهن بترحاب، والتي كانت توحي بكثير من الدلالات الروحية، وعن الفهم الصحيح لمعنى الجهاد الذي يخوضه الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. ومن شهدائنا الأوائل، ممن أعلنوا ثورة نوفمبر العظيمة: زيغود يوسف، بن مهيدي، بن بولعيد ثم بعد ذلك الحواس، ولطفي وعميروش، وقد كان الشعب الجزائري مؤمنا كل الإيمان بهذه الشهادة، حتى أن النساء الجزائريات، كن يقدمن للمتظاهرين العطر، قبل المضي إلى الساحات العامة للتظاهر والتجمهر حتى إذا ما قتلوا، دخلوا الجنة وهم متطيبون بالطيب، وهذا دليل على الروح الدينية مضاف إليها النزعة الوطنية التي كانت تحرك مسيرة الثورة الجزائرية وتغذيها بالقيم العالية .

 

مذكرة تخرج – جامعة تيارت-