البعد الديني في الثورة الجزائرية.. الوازع الديني عند المجاهدين

البعد الديني في الثورة الجزائرية.. الوازع الديني عند المجاهدين

الوازع الديني لدى الأفراد كان قويا جدا أيام ثورة الجهاد…وأن غالبية فئات الشعب الجزائري والمجاهدين على وجه الخصوص كانوا على درجة عالية من الإيمان والتدين، أي أن عنصر الإيمان لدى المجاهدين الجزائريين كان متلازما جدا مع الجانب التعبدي والتطبيقي في الدين. ولعل الرغبة هي التي كانت تحذو مختلف الجماهير الشعبية في الإلحاق بالثورة منطلقة من المعاني الواسعة لمصطلح الجهاد التي تتضمن تحرير الدين والوطن معا، فالكفاح من أجل الوطن هو كفاح من أجل العقيدة وهو كفاح من أجل الإسلام، وهذا ما أثبتته الثورة، يقول المجاهد الدكتور خليفة جنيدي في شهادته “رأيت أثناء الثورة كل إنسان يدخل في الثورة يسأل عن سبب دخوله، فيقول: “أنا أريد أن أموت في سبيل الدين وكذلك البلاد ” لأنه يعرف أنه مجاهد في سبيل الله”. وكان الشعب الجزائري آنذاك، مرتبطا ارتباطا كليا بالثوار والمجاهدين في جميع أرجاء الوطن الثائر، لأن المجاهد كان يجسم في أعيننا جميعا تمثال الحرية والكرامة والاستقلال، لأنه ليس مثل سائر الناس العاديين: إنه يمشي على الأرض فتتحول التربة تحت قدميه الثائرتين إلى مسك وطيب وعنبر، وحينما يستشهد في سبيل الله تنتشر من الجثث روائح الجنة الطيبة، فالمجاهد ذلك الجندي العظيم، والبطل الثائر الشجاع، الذي يقبض السلاح بيده اليمنى، ويمسك مشعل الحرية والثورة بيده اليسرى….إنه ذلك الفارس المغوار، الذي لا يعرف التقهقر أبدا يقود المعارك العنيفة بشجاعة ويحقق الانتصارات العظيمة ويزرع الرعب والفزع في قلوب الأعداء وهو فوق كل ذلك، أب اليتيم، وصديق الأطفال، وحارس الشعب والوطن الحبيب. كما ظل الإسلام أساس الوحدة الوطنية، والمحرك الرئيسي للمقاومة وللثورات التي خاضها الشعب ضد الاستعمار الفرنسي، ولم يحارب الجزائريون الفرنسيون لكونهم نصارى وإنما لاعتبارهم مستعمرين معتدين، ممثلين في ذلك لقوله تعالى “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”  . وهكذا شعر الثوار بأنهم مجاهدين في سبيل الحق ضد الباطل.

مذكرة تخرج – جامعة تيارت-