البعد الديني في الثورة الجزائرية.. إقامة الشعائر الدينية عند المجاهدين “الصلاة”

البعد الديني في الثورة الجزائرية.. إقامة الشعائر الدينية عند المجاهدين “الصلاة”

لعل من أبرز عوامل نجاح الثورة اهتمامها بإصلاح الأخلاق العامة والسلوك العام، وتصميمها على تطهير المجتمع من المفاسد وحرصها على أداء الناس لفروضهم الدينية وعلى رأسها الصلاة التي دعا إليها الإسلام، وكانت تعتبرها جبهة التحرير الروح التي تغذي المجاهدين، بحيث كانت جبهة تفرض على المجاهدين أداء الواجبات التي دعا إليها الإسلام ومنها الصلاة، وقد نعت بعض القادة جنوده الذين يتخلفون عن أداء الصلاة  “بأنهم مجاهدون ناقصو الإيمان…”، كما أن القيادة العسكرية راعت أن يؤدي جنودها الصلاة، وأكد بعض الجنود أنهم يقومون بواجباتهم الدينية كاملة، فيصلون في اليوم خمس مرات ، كما وجد بين المجاهدين من يتخلف عن أداء الصلاة في أوقاتها، وجد منهم من يصلي في ميدان المعركة، فقد كانت فرقة من الجيش تؤدي الصلاة والفرقة الأخرى تحرسها وهذا طبقا لما جاء في باب صلاة الخوف والحرب وهي مبسوطة في كتب الفقه وقد استوحاها المجاهدون من قوله تعالى  “وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا”. وقد تأكد لنا هذا الأمر من خلال ذكريات البعض، ممن عاشوا أيام الثورة المسلحة، حيث ذكروا بأن هناك من المجاهدين من لم تكن تفوته لا صلاة ولا صيام إلا في أنذر الأوقات  .

 

مذكرة تخرج – جامعة تيارت-