البروفيسور صايج: الجزائر نجحت في الضغط إقليميا لرفض عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد الافريقي 

تتويجا لتحركات الجزائر..   إسقاط عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد الافريقي 

تتويجا لتحركات الجزائر..   إسقاط عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد الافريقي 
رفضت قمة رؤساء الدول الافريقية، خلال اجتماع أديس أبابا، اليوم الأحد، رسميا منح صفة عضو مراقب للكيان الصهيوني في الإتحاد الإفريقي، والتي سبق أن منحها له رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي.
وتم تشكيل لجنة تضم 7 رؤساء دول افريقية، تتكفل بإعداد توصية تقدم إلى قمة الإتحاد الافريقي للنظر في القضية، وتتكون اللجنة من الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي ماكي سال، ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ورئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس رواندا بول كاغامي، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، ورئيس نيجيريا محمود بوهاري، ورئيس الكاميرون بول بيا.

وجاء القرار تتويجا لمساع قادتها الجزائر من أجل إلغاء منح صفة عضو مراقب للكيان الصهيوني في الإتحاد الإفريقي.

وعارضت الجزائر وجنوب إفريقيا القرار الذي اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بشأن منح صفة مراقب في الاتحاد للكيان الصهوني، كما توصلتا إلى فرض هذه النقطة في جدول أعمال المؤتمر الـ 35 للاتحاد الذي أقيم بالعاصمة الاثيوبية.

وأثار هذا القرار الذي اتخذه محمد موسى في شهر جويلية 2021 غضب عديد الدول الافريقية واستيائها.

وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، قد رد على قرار رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بقوله إنه “لا يحق له تقويض وحدة منظمته فيما يخص مسألة حساسة سياسيا دون القيام بمشاورات مسبقة مع الدول الأعضاء”، وأن “الأمر يتعلق بإسرائيل التي لا يتوافق سلوكها مع أهداف الاتحاد الافريقي ومبادئه”.

وكان لعمامرة قد ندد بقوله “لقد عارضت جميع البلدان العربية والافريقية الأعضاء في جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي من موريتانيا إلى مصر منح اسرائيل صفة عضو مراقب باستثناء المملكة المغربية التي تشن حملة من أجل ذلك”.

كما أثار قرار رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ردود أفعال عدة بلدان افريقية، على غرار جنوب افريقيا وناميبيا اللذان اعتبرا أن منح عضوية مراقب لقوة محتلة، يعد مخالف لأسس وأهداف العقد التأسيسي للاتحاد الافريقي.

كما لم تتوقف كتلة المعارضين عن التوسع مع ردود فعل المندوبيات الدائمة لدى الاتحاد الافريقي لسبع دول من بينها الجزائر ومصر وجزيرة موريس وتونس وجيبوتي وموريتانيا وكذا ليبيا، و قد أخطرت المندوبيات السبع المفوضية بمعارضتها للقرار الحساس.

كما دعا المشاركون في ندوة اقليمية افريقية نظمها مرصد اليقظة لحقوق الانسان والقضايا العادلة، القمة الـ35 لرؤساء الدول إلى إلغاء هذا القرار المخالف لأحكام القوانين التأسيسية للاتحاد الافريقي ولقيم الشعوب الافريقية.

كما تحدث عميد المدرسة العليا للعلوم السياسية، البروفيسور مصطفى صايج، للاذاعة الوطنية، اليوم،  عن أشغال اليوم الثاني من قمة رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي، حيث تجري مناقشة قرار منح صفة مراقب داخل الاتحاد الإفريقي للكيان الصهيوني.
 وقال المصدر أن القرار لقي معارضة قوية من قبل عدد كبير من الدول الإفريقية وفي مقدمتها الجزائر وجنوب إفريقيا.
وأضاف أن ذلك يعتبر نجاحا ومكسبا للدبلوماسية الجزائرية التي لا تزال رافعة شعار مكافحة الاستعمار بكل أشكاله بما فيه التمييز العنصري، وبالتالي فإن وضع النقاش على الأجندة يطرح بالأساس قضية جوهرية مفادها غياب الإجماع بالأصل فيما يتعلق بإدماج الكيان الصهيوني باعتباره عضوا مراقبا في الاتحاد الإفريقي.
وقال المصدر أن الجزائر استطاعت أن تمارس ضغطا إقليميا بجمعها تقريبا كل دول شمال إفريقيا انطلاقا من مورتانيا وتونس وليبيا إلى غاية مصر، باستثناء المملكة المغربية التي تريد أن تخدم تحالفا غير طبيعيا .
وثمن المصدر جهود  رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لإرساء السلم في القارة السمراء، معتبرا أن “الجزائر تقدم على لسان الرئيس تبون التقرير المتعلق بمكافحة التطرف العنيف والإرهاب في القارة الإفريقية.”
وقال المصدر أن هناك مقاربة شاملة فيما يتعلق بمحاربة ومجابهة ومكافحة هذا النوع من التهديدات الأمنية، على غرار ما يحدث في منطقة الساحل، وهو مؤشر آخر على تنامي الظاهرة الإرهابية المرتبطة أساسا بالتدخلات الخارجية والتي هي من بين المقاربات التي تريد الجزائر أن تكرسها في مكافحة الظاهرة الإرهابية .