انبثقت المشاكل المترتبة عن غياب التهيئة عن طرقات بلدية سيدي موسى مباشرة بعد تهاطل الأمطار، كاشفة عن وضع كارثي بطلته البرك والمستنقعات التي تفرض واقعا جديدا على السكان الذين أضحوا مجبرين على
خوض معركة التنقل يوميا تفاديا لانعكاسات هكذا ظروف على سيرورة حياتهم، وهم الذين تطلعوا أكثر من مرة إلى كسر حاجز الركود بتفعيل المشاريع المبرمجة في هذا الإطار والتي لا تزال حبيسة الأدراج رغم تزايد الطلب عليها يوما بعد آخر.
لم يعد يخفى على أحد الحاجة الملحة لطرقات وأرصفة شوارع سيدي موسى إلى تهيئة وتزفيت مستعجلين في ظل تدهور وضعيتها، الذي زاد مع اهتراء قنوات الصرف الصحي نتيجة إهمال الأميار لأولويات الأحياء، فالأوحال والبرك المائية المتواجدة على مستواها زادت من شقائهم، بالإضافة إلى الغياب التام للإنارة العمومية مما جعلها تغرق في ظلام دامس، حيث أوضح السكان أن كثيرا من الطرق والمحاور الكبرى فقدت حتى ملامحها على غرار الطريق الولائي رقم 115 الذي يمر بحي الرايس، غير الصالح تماما للمرور عبره على مسافة تفوق الكيلومترين، وشهد احتجاجات سكانه ولعدة مرات بسبب ما آل إليه، شأنه في ذلك شأن المسالك الترابية داخل الأحياء التي بالكاد يستطيع المار عبرها تجاوزها، ضف إليه الطريق البلدي رقم 2 الذي أخذ بعين الاعتبار وتمت برمجته في انتظار تهيئته، من خلال مشروع تصريف مياه الأمطار الذي يعتبر مشكلا حقيقيا في المنطقة، سيما وأن الظاهرة عقدت من مسألة تدهور الطرقات أكثر وأكثر وأي تساقط للأمطار يعني مأساة بالنسبة لأصحاب المركبات وحتى الراجلين أيضا.
وتساءل السكان عن أسباب تجاهل مطالبهم المرفوعة والمتعلقة أساسا بتلك الانشغالات المرتبطة بحياتهم المعيشية، منها مشكل غياب مراكز صحية تستوعب العدد السكاني المرتفع، إذ تعرف البلدية مركزين متواجدين بوسط المدينة يعانيان من ضغط شديد، أين يضطر السكان في ظل هذه الأوضاع إلى نقل الحالات المستعجلة إلى الجهات المجاورة على بعد مسافات طويلة، فيجبرهم الأمر على التوجّه صوب مستشفى زميرلي بالحراش وبارني بحسين داي من أجل تلقي العلاج في حال كان المرض مستعصيا، شأنه في ذلك شأن مشكل الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه شبابيك البلدية، حيث يشكل رواده وباستمرار طوابير طويلة لأجل سحب أموالهم، وهي الوضعية التي أجبرت المواطنين في الكثير من الأحيان على الانتظار لساعات طويلة من أجل بلوغ غايتهم رغم أن كثيرا ما ينتهي انتظارهم الطويل بالفشل ليلجأوا بعدها إلى خيار التنقل للبلديات المجاورة بحثا عن فضاء يستوعبهم ويمكنهم من خدمة في المستوى تحفظ كرامتهم عند تخليص معاملاتهم.