الباحث الإعلامي الدكتور مرين إبراهيم من النعامة … التاريخ المحلي هو إرث وطني هام وحلقة مفقودة في كتابة التاريخ

الباحث الإعلامي الدكتور مرين إبراهيم من النعامة … التاريخ المحلي هو إرث وطني هام وحلقة مفقودة في كتابة التاريخ

 

أخذ على عاتقه قضية تاريخ بلاده ومنطقته التاريخية وفي ظل التعتيم الإعلامي الذي شهدته المنطقة على غرار باقي مناطق الجنوب فانتهج سياسة البحث والتنقيب في تاريخ هذه المنطقة الزاخر ببطولاته سواء من خلال المقاومات الشعبية، بدءا من مقاومة محمد ولد علي إلى أطول مقاومة في تاريخ الجزائر مقاومة الشيخ بوعمامة وصولا إلى تاريخ الثورة التحريرية المجيدة وما عرفته من مقاومات خاصة مقاومتي بني سمير وامزي التي استعمل فيها المستعمر الغاشم قنابل النابالم المحظورة دوليا، إلى قصة شهيد لم يمت فالمعتقلات العسكرية وخطي شارل وموريس المكهربين وهذا كله من أجل إظهار تاريخ المنطقة أنه الأستاذ الجامعي والباحث مرين هواري من بلدية جنين بورزق بولاية النعامة.

مرين إبراهيم من مواليد 31/07/1964 بمغرار متزوج وأب لـ6 أطفال والقاطن ببلدية جنين بورزق ولاية النعامة شهادة الدكتوراه: (السنة الخامسة بصدد المناقشة) بجامعة معسكر وأستاذ جامعي متعاقد بجامعة طاهري محمد بولاية بشار (من سنة 2015 إلى يوما هذا) باحث في التاريخ والنشاط الثقافي والتراثي (إعداد وتقديم حصص إذاعية منها: مآثر _ من التراث _  ذاكرة الثورة..) خاصة وأن له خبرة إعلامية لمدة 12 سنة باذاعة النعامة الجهوية (- حصص تاريخية _ ثقافية _ رياضية –  تُراثية – سياسية..) بدأ نشاط البحث والكتابة  منذ سنة 1988 بمجموعة خواطر تحت عنوان  “حينما يتحدث القلب”، فقصة تاريخية قصيرة بعنوان “جبل النار” معركة جبل مزي 1960 التي تحصلت على الجائزة الخامسة بإذاعة وهران الباهية 1990 لتفتح له المجال واسعا للبحث وليتخصص في تاريخ المنطقة من مجموعة محاضرات تحت عنوان مظاهرات الشعب الجزائري، المنطقة الثامنة التطورات السياسية والعسكرية، معركة جبل مزي ماي 1960، الشهيد لم يمت: بن طالب بوسماحة، فالسجون والمعتقلات في الجنوب الوهراني 1888-1962 وجدارات الموت: الأسلاك الشائكة والمكهربة، الشهيد قطيب محمد (الرجل الذي أرعب الاستعمار الفرنسي في معركة جبل مزي 06 -07 – 08 – ماي 1960) ومعركة مزي والنابلم 1960 بجنين بورزق العين الصفراء، إلى جانب مجموعة محاضرات في جميع مواضيع تاريخ الجزائر كما نشط العديد من المحاضرات والندوات التاريخية عبر ولايات النعامة بشار معسكر وغيرها من ولايات الغرب الجزائري من تنظيم مديريات الثقافة والمجاهدين ومتاحف المجاهدين إلى جانب الجامعات كما شارك في عدة حصص تلفزيونية وإذاعية سواء بالتلفزيون الجزائري أو بالقنوات الخاصة وقد حظيت هذه البحوث بعدة تكريمات ولعل من أبرزها تكريم وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني في 19 مارس 2018 بالنعامة بمناسبة احتضانها للاحتفالات الرسمية الوطنية لعيد النصر بعد القائه لمحاضرة بعنوان “مساهمة منطقة ولاية النعامة في العمل الوطني 1847-1962”.

هذا ويعد الأستاذ مرين براهيم من بين أبزر الأقلام التي سلطت الضوء على التاريخ الثوري للمنطقة والتنقيب عن عدة خبايا يجهلها جيل اليوم، لأنه يجد في الكثير من الأحيان نفسه أمام كتابة التاريخ الوطني العام بمعنى المجرى الرئيس ونُهمل الروافد التي تُغذي ذلك وهي التاريخ المحلي الذي هو إرث وطني هام وحلقة مفقودة في كتابة التاريخ الوطني وأداة لكشف جرائم الاستعمار وسياساته الوحشية بعيدا عن الرأي العام العالمي والاعلام أنذاك وحتى نُحطم التخوف من طابوهات منع وتحرير الذات دون المساس بالأخرين ولإحداث التوازن التاريخي وإعطاء لكل جهة حقها في النضال الوطني.

مرين براهيم  يرى في بحوثه هذه رسالة نقل الأمانة، أمانة الشهداء والمحافظة على الذاكرة الوطنية مع الغزو المادي الفظيع وانتشار الأفكار الهدامة والإعلام المغرض وكذا الصراع الفكري بين الفكر الاستعماري والثوري، ويعتبر تاريخ الوطن هو الوطن في حد ذاته والشعب الذي يريد الرقي لابد عليه أن لا يقطع الصلة مع ماضيه، فأوروبا تطورت بفضل حبها لتاريخها القديم بما يُعرف بالنهضة الأوروبية والله عزوجل على رأي أحد الفقهاء أنه جعل ثلث القرءان الكريم قصص (تاريخ) وهذا للعبرة والتأمل وقال أحدهم يُوصي ابنه عليك بالعلم وإذا قرأت إقرأ التاريخ ـ وإذا ٌقرأت إقرأ تاريخ الحروب التاريخ هو الحاضر والمستقبل هكذا يرى الباحث مرين الذي هو الآن بصدد التحضير لطبع مخطوطين مثل معتقل جنين بوروق، الذي هو في الرتوشات الأخيرة كما أنه بصدد طبع كل المحاضرات التي  تُعالج قضايا ومواضيع عديدة تاريخية فكرية اجتماعية وخاصة التاريخية على مدى 20 سنة وهي في طور الإعداد والتحضير ستكون موسوعة أو مكتبة علمية وتاريخية للأجيال القادمة.

سعيدي محمد الأمين