الباحثة صارة زقاد تشدد: الفن يساهم في علاج الكثير من القضايا الاجتماعية

الباحثة صارة زقاد تشدد: الفن يساهم في علاج الكثير من القضايا الاجتماعية

شددت صارة زقاد، الباحثة في علم الاجتماع لـ “رصيف22” على أن الفن يساهم بقدر كبير في التحسيس بقضايا تهم المجتمع ضاربة مثال بظاهرة تعنيف المرأة التي أخذت أبعادا خطيرة في السنوات الماضية.

وقالت موضحة: “إن تجسيد وقائع العنف ضد المرأة في الأعمال الفنية في الجزائر قديمة النشأة، قِدم السينما والتلفزيون، لكن يبقى خالياً من الحلول لأن الفن ينقل ويجسد فقط، أي يعمل على التوعية أو نقل الواقع إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين/ات، وهو ما يعتبر نوعاً من أنواع المساندة النفسية، فكل امرأة عاشت نفس القصة تجد نفسها في بطلات العمل الدرامي”.

ومن بين الأعمال الفنية التي استحضرتها صارة زقاد فيلم “امرأتان” الذي عرض لأول مرة سنة 1992 على شاشة التلفزيون الجزائري، وأخذ دور البطولة فيه كل من الممثلين القديرين، بهية راشدي وعثمان عريوات، فأحداث المسلسل لخصت لنا واقعاً مريراً تعيشه المرأة المتزوجة، والتي تتعرض للخيانة الزوجية، ثم العنف اللفظي والمعنوي والجسدي، إلى أن يصل بها الأمر إلى خيارين، إما أن تتقبل الزوجة الثانية أو أن تتقبل الطلاق. وبحكم التضحية التي تقوم بها المرأة دائماً، فهي تتحمل كل المتاعب من أجل تنشئة سليمة لأطفالها، خاصة الذكر، إذ تفقد السيطرة عليه، حسب أحداث الفيلم، لينتهي به الأمر تاركاً مقاعد الدراسة ثم التوجه للعمل ثم الاعتداء على والده انتقاماً منه ومن الحالة المزرية التي آلت إليها الأسرة، من تفكك وتشرد وفقر، بسبب نزوة الأب.

وتقول الأخصائية الاجتماعية إن هذا الفيلم قد عالج في محتواه العديد من القضايا والظواهر التي يعيشها المجتمع، ونقلها بكل مصداقية وإتقان، لدرجة أن المشاهد للفيلم يستشعر تفاصيله وصدقه.

نجد كذلك المسلسل الدرامي “كيد الزمن” الذي بُثّ هو الآخر على الشاشة الجزائرية الصغيرة في رمضان من سنة 2000، تلعب فيه دور البطولة الممثلة القديرة جميلة عراس، التي جسدت دور فتاة تقع في الحب، ثم تصطدم بواقع العادات والتقاليد المجحفة والفوارق الطبقية كونها من أسرة فقيرة، ثم تتعرض للعنف من طرف الأخ الأكبر، لتضطر إلى الهروب من المنزل ثم “الانحراف”، إن صح التعبير، بعد أن تم تضليلها واستغفالها من طرف شبكة إجرامية تتاجر بالمخدرات.

وتؤكد صارة أن هذا العمل الفني قد سلط الضوء على رفض المجتمع لكل أشكال الحب العفيف بحكم الفوارق الاجتماعية بين الأسر، ثم العنف الممارس بشتى أنواعه، الذي أدى إلى نتائج وخيمة راحت ضحيتها تلك الفتاة التي لم تتحمل الظلم.

ب/ص