اقترن اسم منظمة الجيش السري في الجزائر بالأعمال الإجرامية التخريبية على جميع المستويات، وقد بقيت كلمةOAS أي منظمة الجيش السري راسخة في ذاكرة الجزائريين الذين عايشوا السنوات الأخيرة للثورة خاصة الفترة الانتقالية الممتدة من يوم ايقاف إطلاق النار إلى الاستفتاء، خاصة سكان المدن وبشكل أخص وهران والعاصمة، ويعود ذلك إلى العمليات الإرهابية التي قامت بها هذه المنظمة آنذاك، فقد اشتمل مخططها على زرع الخراب وإشاعة الرعب والذعر في النفوس وتدمير المؤسسات والمنشآت والبنى التحتية، واغتيال الأشخاص سواء كانوا من المسلمين أو الأوروبيين الرافضين لسياستها الإجرامية.
يعتبر حرق مكتبة جامعة الجزائر وتدمير المبنى تدميرا كاملا على يد منظمة الجيش الفرنسي واحدا من بين سلسلة التفجيرات الإرهابية التي قامت بها فرنسا في الجزائر، فقد هدف هذا العمل الإجرامي إلى إتلاف إرث مكتبة من أقدم المكتبات في العالم العربي والإفريقي، لما كانت تحتويه من رصيد ثري وغني وكتب قيمة في مختلف العلوم، من المخطوطات النادرة بالعربية واللاتينية، والتي وصل عددها إلى ما يقارب 400 ألف كتاب ومخطوط.
إن حرق مكتبة جامعة الجزائر يندرج ضمن سياسة الأرض المحروقة التي انتهجتها فرنسا الاستعمارية في الجزائر طيلة 132 سنة، وهي سياسة تقوم على إبادة البشر والفكر أيضا، فجريمة كهذه تعتبر جريمة ثقافية كبرى تضاف إلى الجرائم الثقافية الكثيرة التي ارتكبها الاحتلال ومن بينها قتل الكتّاب والمفكرين والفنانين ونفيهم.
حاء/ ع