أعلنت نتائج دراسة “بريث” الاستدلالية المرتكزة على السكان، التي تعد أول دراسة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا عن مرض الانسداد الرئوي المزمن، وذلك أثناء انعقاد مؤتمر علمي لمناقشة مرض الانسداد الرئوي المزمن وذلك تحت إشراف شركة “غلاسكو سميث كلاين” العالمية للأدوية.
الانسداد الرئوي المزمن
الانسداد الرئوي المزمن مرض تم اختصار كلماته في أربعة حروف هي «سي، أو، بي، دي»، وهو اسم عام يطلق على عدد من الحالات منها الالتهاب المزمن للشعب الهوائية وانتفاخ الرئة، ويسبب الانسداد الرئوي ضيقا في ممرات الهواء بالرئتين، مما يزيد صعوبة تحرك الهواء من وإلى الرئتين.
تبدأ أعراض مرض الانسداد الرئوي عادة بالكحة، التي لا تلبث أن تصبح تدريجيا مستديمة أكثر وأكثر، ومع الوقت قد يعاني المريض من صعوبة أو ضيق بالتنفس، حتى من دون بذل مجهود، كما أن المصابين بالسدة الرئوية يكونون عرضة للإصابة بعدوى صدرية أكثر من غيرهم، مما قد يجعل الأعراض تتفاقم على المدى القصير.
وتشير دراسة “بريث” إلى أن أكثر من 13 مليون شخص في الشرق الأوسط وإفريقيا يعانون من هذا المرض الناجم عن تدخين السجائر، وأن أقل من ثلثهم تم تشخيصه، أو بدأ بالعلاج اللازم، ويبدو هذا الرقم تحفظيا نظرا لأن مخاطر الإصابة الأخرى مثل تدخين الشيشة أو التعرض لمخلفات حرق الوقود الحيوي، لم تؤخذ بعين الاعتبار، في حساب الأعداد. وبالمثل فإن تقديرات تفشي المرض تبدو بمثابة قمة جبل الثلج فقط، حيث أن نسبة الأفراد المعرضين للإصابة بالمرض تفوق 30% وهم يمثلون حالات في قائمة الانتظار للمرض.
نتائج الدراسة
أظهرت دراسة «بريث» أن معدل تفشي المرض في الـ 11 دولة، التي أجريت فيها هذه الدراسة، يصل إلى 3.6%، ما يعادل تقريبا نسبة تعداد السكان المصابين بالربو أو الفشل المزمن في عضلة القلب، وأعلى بعشر مرات من نسبة المصابين بالصرع في نفس الفئة العمرية، وإلى الآن تظل المعلومات المتوفرة عن تفشي مرض الانسداد الرئوي المزمن في الشرق الأوسط وإفريقيا محدودة، وأيضا نجد أن حجم العبء المرضي الفعلي في هذه المنطقة لا يزال محدودا إلى حد بعيد.
كما كشفت نتائج هذه الدراسة أن التدخين ما زال يشكل أزمة صحية عامة ومتزايدة في المنطقة بمعدلات تصل إلى 30%، كما أظهرت الدراسة أن نسبة الحالات التي تخضع للعلاج وفقا للخطوط التوجيهية العلاجية الحالية تقل عن 10%.
كما أن العبء الصحي الاقتصادي لمواجهة هذا المرض ضخم، إذ أظهرت الدراسة أن مرض الانسداد الرئوي المزمن يتسبب في إجمالي 1000 استشارة طبية، و190 ترددا على استقبال الطوارئ، و175 حالة دخول بالمستشفى كل ساعة، في الـ 11 دولة التي أجريت فيها.
ومما خرجت به دراسة “بريث” أيضا أن الكثير من المرضى على دراية ضعيفة بمرض الانسداد الرئوي المزمن وكيفية مواجهته، ويمكن تكثيف الجهود لرفع الوعي بالمرض، فـ30% في المائة من المرضى لم يكونوا متأكدين من السبب الكامن وراء إصابتهم بالمرض، بينما أنكر 50% معرفتهم بأن التدخين سبب محتمل، وما يبعث على القلق أكثر وأكثر أن 65% من هؤلاء المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بهذا المرض ما زالوا يدخنون بصفة مستمرة.
ق. م