في بيان مشترك مع رسالة مفتوحة حملت توقيعات أكثر من 700 شخص من أعضاء النقابات المختلفة لفناني الراديو والتلفزيون “ساغ ــ أفترا”، أكد الموقعون أن محاولاتهم المتكررة للتواصل مع القيادة لمناقشة مخاوفهم وطلبهم إصدار بيان يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، قد تم تجاهلها بشكل منهجي. ورغم تصاعد الدعوات للحوار من داخل النقابة، رفضت الأخيرة التعليق على الرسالة أو الرد على الادعاءات المقدمة من الأعضاء.
وأكد البيان أن الحكومة الصهيونية تواصل فرض “عقاب جماعي” على المدنيين في غزة، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين. كما أعرب الموقعون عن قلقهم العميق إزاء استهداف الصحافيين وأسرهم من قبل الجيش “الإسرائيلي”. وأشار البيان إلى أن جماعات حقوق الإنسان الدولية وصفت هذه الأعمال بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما صنفت الأمم المتحدة الوضع في غزة بأنه “مقبرة للأطفال”، مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة نقص الغذاء والدواء والماء، وتعرض المستشفيات والمدارس لهجمات مباشرة.
ويأتي هذا التحرك الداخلي في النقابة في وقت يتزايد فيه التوتر بين الأعضاء والقيادة، حيث يتهم العديد من الأعضاء النقابة بالتزام الصمت إزاء هذه الجرائم، وبتجاهل المطالب بإصدار موقف صريح يدعو إلى وقف إطلاق النار. ويرى بعض الأعضاء أن هذا الصمت يعكس “هيكلاً قيادياً غير مستدام” لا يعبر عن آراء الأعضاء، بل يعمل من أعلى إلى أسفل، مما يزيد من حالة الاستياء والانقسام داخل النقابة.
ومن بين الأصوات البارزة التي انضمت إلى الاحتجاجات، الممثل أمين الجمل، الذي يرأس لجنة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في النقابة. وقد عبر الجمل عن استيائه من تجاهل القيادة لمطالبهم على مدى شهور، مشيراً إلى أنه تلقى وعوداً بالاجتماع من موظفي النقابة، لكن ذلك لم يتحقق وانتقد ما وصفه بـ “المعايير المزدوجة”، متسائلاً عن كيفية الحداد على فقدان بعض الضحايا دون الآخرين، خاصة أن النقابة تضم أعضاء من خلفيات ثقافية ودينية متنوعة.
ومن جانبه، أكد غابرييل كورنبلو، عضو مجلس النقابة في واشنطن، أن تجاهل القيادة لمطالب الأعضاء يقوض التضامن داخل الهيكل النقابي. وقال كورنبلو، وهو عضو يهودي في النقابة: “أقول (ليس باسمي) لجرائم الحرب ا”لإسرائيلية”، و(ليس باسم نقابتي). إذا استمرت القيادة في تجاهل إنسانية الفلسطينيين، فإنها تتخلى عن مسؤولياتها كفنانين ونقابيين”.
ونقل موقع هوليوود ريبورتر عن الممثلة الفلسطينية ــ الأمريكية سارة العلمي، المقيمة في شيكاغو، قولها إنها تشعر بأن “محو الفلسطينيين وتجريمهم ليس بالأمر الجديد”، مضيفة أنها تعرضت للتمييز طوال حياتها المهنية. “الأشخاص في صناعتنا الذين يظهرون دعماً لفلسطين وحقوق الإنسان الأساسية يواجهون انتقاماً”، وأضافت: “أريد أن أتمكن من سرد قصة عائلتي من دون أن أتعرض للتمييز من قبل أصحاب العمل”.
ق\ث