استيقظت فلسطين المحتلة، الأربعاء،2021، على يوم ثان من انتفاضة شاملة، هي الأولى من نوعها منذ احتلال فلسطين في عام 1948، حيث التحم الفلسطينيون من البحر إلى النهر في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل صفا واحدا لمقاومة الاحتلال، وعمَّت المواجهات والاحتجاجات الشعبية كافة المناطق والمدن والقرى.
وشهدت الضفة الغربية، الثلاثاء، مئات أعمال المقاومة ضد الاحتلال ومواجهات واسعة ضمن فعاليات يوم إضراب فلسطين الشامل الذي عم الأراضي الفلسطينية، نصرة للقدس ودعما للمقاومة في غزة.
واندلعت مواجهات في 143 نقطة بمناطق متفرقة بالضفة الغربية، واستشهد خلال المواجهات 4 شبان، وأصيب حوالي 612 فلسطينيا.
ففي مدينة الخليل، استشهد الشاب إسلام غياض زاهدة (32 عاما)، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الرصاص عليه بالقرب من منطقة الكرنتينا وسط المدينة.
واستشهد الفتى إسلام فهمي برناط (16 عاما)، وهو طالب في مدرسة ذكور بلعين الثانوية متأثرا بجروح بالغة أصيب بها بعد إصابته بالرصاص الحي في الصدر الذي أطلقه جنود الاحتلال، خلال المواجهات على مدخل البيرة الشمالي.
واستشهد الشاب أدهم فايز موسى كاشف (20 عاما) من حي أم الشرايط متأثرا بإصابته بالرصاص الحي على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
ومن بلدة بيت عنان شمال غربي القدس استشهد محمد إسحاق حميد (25 عاما)، الذي ارتقى بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال خلال المواجهات على حاجز “بيت إيل”.
ورصد التقرير، تنفيذ 9 عمليات إطلاق نار ومحاولة دهس، وإلقاء زجاجات حارقة وحرق منشآت عسكرية، وتفجير عبوة ناسفة، بالإضافة إلى تصدي المواطنين لـ4 اعتداءات للمستوطنين.
واندلعت 228 مواجهة وانطلقت 32 مسيرة في مختلف أنحاء الضفة، بحسب تقارير محلية فلسطينية.
وشكلت المواجهات مناطق مختلفة في معظم محافظات الضفة والقدس بعد دعوات من الحراكات الشبابية والقوى الوطنية والإسلامية في الضفة.
وطالب العديد من الشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية بتشكيل قيادة عاجلة للانتفاضة الشاملة التي بدأت في الأراضي الفلسطينية من البحر الى النهر، وذلك لضمان استمرار المقاومة والاحتجاجات بالشكل المناسب، وبما يؤدي الى تجاوز السلطة الفلسطينية، والعودة الى فصائل المقاومة، ومن بينها حركة فتح.
واستشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، الأربعاء، في قصف جوي إسرائيلي على مدينة غزة، فيما استهدفت مقاتلات الاحتلال عددا من الأهداف المدنية بأماكن متفرقة من القطاع، متعمدة استهداف المنازل والشقق السكنية والأبراج.
وجنوبا، دمرت طائرات الاحتلال بصواريخ عدة مبنى يضم مقرا لجمعية خيرية وسط مدينة رفح.
وفي الشمال دمّرت الطائرات منزلا سكنياً في بلدة بيت حانون (شمالا)، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وشنت الطائرات والمدافع الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على مدينتي خانيونس ورفح جنوب القطاع.
وبذلك، ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل لليوم العاشر، إلى 219 شهيدا من بينهم 63 طفلا و36 سيدة و16 مسنا، إضافة إلى 1530 إصابة بجراح مختلفة، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وتستمر المقاومة بقصف مدن الاحتلال ومستوطناته، بشكل مستمر، ما أدى حتى الآن إلى مقتل 13 صهيوني على الأقل، ودمار كبير.
وبحسب مركز عدالة، فقد تلقى العديد من الموظفين الفلسطينيين بلاغات إقالة من عملهم بسبب مشاركتهم في “إضراب الكرامة” الذي أقرته لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الثلاثاء.
وفي اللد، قام الاحتلال بتمديد حالة الطوارئ، وهذه هي المرة الرابعة في أقل من أسبوع، في أعقاب تمديدها في المرات السابقة لوقف الهبة الشعبية الفلسطينية فيها.
وعلى الرغم من فرض حالة الطوارئ ومنع التجول ليلا، تواصلت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في المدينة، إذ شهدت اعتداءات من مستوطنين مسلحين حضروا من الضفة الغربية، حسبما قال عدد من السكان.
وأفاد المقدسيون بأن قوات الاحتلال تواصل تواجدها منذ أيام في المكان، وبشكل مكثف، وتضيّق على الفلسطينيين وتنكل بهم.