ما يزال سكان حي درڤانة ببلدية برج الكيفان الواقعة شرق العاصمة يؤكّدون على مطلبهم المتمثّل في تعزيز المركز البريدي الوحيد بآخر يمتص الضغط الكبير من رواده الذين ولّدوا بتوافدهم عليه اكتظاظا مستمرا طوال أيام
المداومة، مع زيادة لا تطاق في الأيام التي تعرف صرف الرواتب وكذا خلال المناسبات والأعياد، في وضع عقّد نوعا ما حياة السكان الذين يعانون الأمرين في كل مرة يتنقلون فيها إلى مركز البريد، ما يجبر الكثيرين منهم ومن توفّرت له الحلول على التوجّه نحو البلديات المجاورة تفاديا لسيناريوهات سوء الخدمة.
أعرب سكان حي درڤانة عن شديد استيائهم لاستمرار معاناتهم لعدم الاستجابة لمطالبهم المرفوعة المتعلقة بمشكل ضيق مركز البريد مقارنة بالتعداد السكاني الكبير الذي زاد مع عمليات الترحيل من توسع دائرة العائلات مع مرور الزمن، موضحين أن المركز البريدي يشهد اكتظاظا كبيرا، بحيث لا يستوعب العدد الكبير للوافدين، فهو يتكون من حجرتين صغيرتين لا تتسعان للعدد الهائل من الزبائن المقبلين على المركز، خاصة وأن الحي يعرف كثافة سكانية كبيرة، وما زاد الوضع تعقيدا هو مشكل الطوابير الطويلة التي أصبحت الهاجس اليومي للسكان الذين ضاقوا ذرعا من الوضع الخانق الذي تزداد حدته في الفترة الصباحية، أين تعرف الشبابيك ازدحاما منذ ساعات الصباح الأولى، خاصة في فترة سحب المتقاعدين لأجورهم، وهي الحالة التي أنهكت كبار السن، حيث عبروا عن استيائهم وتذمرهم من المعاناة التي يتكبدونها يوميا، مطالبين السلطات المعنية بضرورة التدخل لتدارك الوضع الذي لم يعد أحد يطيقه.
من جانبهم، حاول عمال وموظفو المركز تبرير ساحتهم من الاتهامات التي تشار إليهم بشأن تورطهم في إثارة المشاكل من خلال سوء الخدمة، متذمرين بدورهم من الوضع العام للمركز الذي حال دون امكانية مزاولة عملهم في ظروف حسنة، خاصة وأنهم كثيرا ما يكونون في قلب المواجهات التي ترتفع فيها أصوات المحتجين على سوء الخدمة.