ودع الوسط الفني في لحظة مؤثرة امس الاربعاء الفنان القدير لطفي لبيب، أحد أعمدة التمثيل الهادئ والرصين، الذي طالما خطف الأضواء رغم ظهوره في أدوار ثانية داعمة للبطل، لكنها بقيت محفورة في ذاكرة المشاهدين.
وُلد لطفي لبيب في 18 أغسطس 1947، بمركز “ببا” في محافظة بني سويف. حصل على ليسانس الآداب من جامعة الإسكندرية، ثم اتجه للفن فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1970، غير أن مشواره الفني تعثر في بدايته، بسبب الخدمة العسكرية التي امتدت لـ6 سنوات، قضى جزءًا منها على جبهة القتال في حرب أكتوبر 1973، ضمن صفوف الكتيبة 26 مشاة، التي عبرت قناة السويس يوم 6 أكتوبر.
ورغم تخرجه في السبعينات، إلا أن لطفي لبيب لم يظهر على الساحة الفنية بقوة إلا مع بداية الثمانينات، حين شارك في أعمال مسرحية مهمة، ثم سرعان ما انتقل إلى السينما والتلفزيون.لكن نقطة التحول الكبرى كانت عام 2005، في فيلم “السفارة في العمارة” مع عادل إمام، حيث جسد شخصية السفير الإسرائيلي بطريقة كوميدية ذكية تركت بصمة واضحة. ورفض لاحقًا تكريمًا من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، مؤكدًا أن موقفه من القضية الفلسطينية لا يقبل المساومة.
وقدّم لطفي لبيب خلال مسيرته ما يزيد على 400 عمل فني، تنوعت بين المسرح والدراما والسينما. كانت أبرز أدواره في أفلام مثل: “السفارة في العمارة”، “مرجان أحمد مرجان”، “عسل أسود”، “أمير البحار”، “الباشا تلميذ”، “365 يوم سعادة”، “اتش دبور”، “كده رضا”، “حرامية في تايلاند”، “طير أنت”.
كما أبدع في مسلسلات مثل: “صاحب السعادة”، “الأب الروحي”، “الخواجة عبد القادر”، “زيزينيا”.
في السنوات الأخيرة، عانى لطفي لبيب من أزمة صحية، حيث أصيب بجلطة أثرت على النصف الأيسر من جسده. ورغم ذلك، أصر على الظهور في بعض الأعمال الخفيفة، لكنه أعلن في 2021 اعتزاله المؤقت، مشيرًا إلى أن جسده لم يعد يحتمل أعباء التصوير، بينما قلبه لا يزال متعلقًا بالفن.
ق/ث