إن إصرار أبناء الشعب الجزائري الثائر الذين قرروا إعلان الكفاح التحرري وسيلة لاسترجاع حريتهم السليبة فكانوا على موعد حاسم مع قدر التضحيات الغالية التي وهبوها فداء لتحرير الوطن بالنفس و النفيس شعارهم “النصر أو الاستشهاد”. و إن البعد التاريخي للأمة الجزائرية يحتم علينا أن نكون أوفياء للذاكرة الجماعية للشعب الجزائري بما يتطلبه الظرف من تخليد للمآثر و البطولات سواء في إطار جمع و تدوين الوقائع من أفواه صانعيها أو الوقوف على حجم المآسي و المجازر الدامية التي اقترفها الاستعمار الفرنسي من عهد الاحتلال إلى فجر الاستقلال .لأنه من غير المعقول المرور مرّ الكرام على جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر و المهجر و ترك المجرمين يعيشون بقية حياتهم في نقاهة و استجمام بدون ذنب مغفور لذلك فالأجدر بفرنسا أن تعترف بما اقترفه بعض مسؤوليه أثناء فترة الاستعمار و ليس هناك اليوم ما يبرر عدم محاكمة مجرمي الحرب و الجرائم ضد الإنسانية من أمثال بابون و بيجار و ماسو إلى آخر قائمة الملف الأسود للاستعمار الفرنسي في الجزائر. ومن هنا ينبغي أن تتسع دائرة إدانة الاستعمار الفرنسي على جرائمه ضد الإنسانية من مجازر السابع عشر أكتوبر 1961 إلى مجازر الثامن مايو 1945 و الحادي عشر ديسمبر 1960 وكذا مساحات الألغام و الأسلاك الشائكة المكهربة التي ما تزال تحصد ضحايا جدد على طول حدودنا الشرقية و الغربية وكذلك لا ننسى ضحايا التجارب النووية في صحراء الجزائر. سيبقى ملف جرائم الاستعمار مفتوحا و الصور البشعة حاضرة في الأذهان باستمرار.