الارتباط الوثيق بين الجزائر وفلسطين.. استلهم من فكرها الثوري الفلسطينيون

الارتباط الوثيق بين الجزائر وفلسطين.. استلهم من فكرها الثوري الفلسطينيون

 

…والحديث عن تأثير الثورة على مختلف حركات التحرر عبر العالم، لا يمكن فصله عن السياق العربي، خاصة على مسار كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني الذي يواصل منذ عقود من الزمن اعتداءاته الممنهجة ومخططاته التهويدية والاستيطانية على أنقاض فلسطين المحتلة.

فقد شجع الإنجاز التاريخي الذي حققته ثورة الجزائر ونيلها الاستقلال، العديد من البلدان العربية على نيل حريتها وحافزا أساسيا لبلورة مفهوم الانطلاقة للثورة الفلسطينية، وإعلان حراك حركة التحرير الفلسطيني “فتح” مستلهمة من فكرها أساسا في رسم إستراتيجية الكفاح المسلح واعتماد حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد أسلوبا للممارسة.

ولعل تأكيد بيان أول نوفمبر على أن استقلال الجزائر يبقى غير مكتملا، مادامت فلسطين محتلة، إضافة إلى المقولة الشهيرة للرئيس الراحل هواري بومدين؛ “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” أكبر دليل على الارتباط الوثيق بين الجزائر وفلسطين.

وليس من الصدفة أيضا أن يؤكد الراحل ياسر عرفات بعد إعلان قيام الدولة الفلسطينية بالجزائر عام 1988، بدلا من عدة عواصم أخرى، أن اختيار الجزائر لهذا الحدث البارز في تاريخ الكفاح الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، كان تبركا بأرض ثورة نوفمبر التي ألهمت قادة الثورة الفلسطينية وشجّعتهم على إعلان ثورتهم التحررية في الفاتح جانفي 1965.

بهذه الروح وبتلك النتائج، استطاعت ثورة الفاتح نوفمبر 1954 أن تتعدى حدود الجزائر وتمتد إلى العالم العربي وإلى إفريقيا.