الاحزاب تحضر للتشريعيات انطلاقا من قطاع التربية

elmaouid

الجزائر- وصف خالد أحمد، رئيس جمعيات أولياء التلاميذ، الظروف التي تمر بها المدرسة الجزائرية خلال الدخول الاجتماعي الحالي بالصعبة جدا بالنظر للتشنجات التي أفرزت اضطرابات خلقت فوضى داخل قطاع حساس كان وما يزال ينام ويستيقظ على وقع الاحتجاجات لتحقيق مطالب اجتماعية ومهنية تخص العمال.

وقال رئيس جمعيات أولياء التلاميذ لدى نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي بأن قانون التقاعد النسبي خلق فوضى عارمة في أوساط عمال قطاع التربية ما جعل أولياء التلاميذ يعيشون حالة وصفها بالمزرية خاصة وأن 80 بالمائة من الاساتذة أرغموا بطريقة أو بأخرى على الدخول في إضراب.

وكشف خالد أحمد بأن 5 أساتذة من بين 25 أستاذا في المدرسة الواحدة شملهم الإضراب الذي أحدث اختلالات واضحة في التوقيت الدراسي الاسبوعي للتلاميذ حتى أنه ترك التلاميذ يترنحون بين الشارع والمدرسة والأسرة، وهي حالة قال عنها المتحدث إنها بمثابة مؤشر بأن النقابات داخل القطاع غلّبت المصلحة الشخصية على المصلحة العليا للبلد الذي يمر بوضع اقتصادي وسياسي صعب.

وشدد المتحدث بأن النقابات التي رفعت شعار الاضراب لافتكاك مطالبها رجحت المادة 57 من الدستور التي تنص على أن الاضراب حق مشروع ولم ترجح كفة المادة 53 التي تؤكد بأن الحق في التمدرس أولى الاولويات، وبالتالي فإن الضمير المهني هو الذي سيحاسب هاته النقابات التي اختارت طريق الاضرابات والتصعيد .

كما شدد المتحدث على أن توقيت الإضرابات والاحتجاجات الذي اختارته نقابات القطاع لا يخدم الإصلاح التربوي والمدرسة الجزائرية ولا أولياء التلاميذ وأبناءهم باعتباره جاء مع توقيت اختبارات الفصل الاول التي تعد بمثابة مقياس بيداغوجي للأستاذ، خصوصا وأن الاولياء ينتظرون بشغف كبير استلام نقاط الكشوفات.

   

* كونوا رجالا وقابلوا وزير التشغيل والضمان الاجتماعي بشأن ملف التقاعد

 

خاطب خالد أحمد رئيس جمعيات أولياء التلاميذ النقابات المضربة في قطاع التربية الوطنية بصريح العبارة قائلا لهم ”  كونوا رجالا وبلغوا عمال القطاع بأسرار وخبايا ملف التقاعد النسبي وانتم الذين طالبتم بلقاء وزير التشغيل والضمان الاجتماعي ولم تقابلوه خلال الندوة الإعلامية التي جرت بينه وبين وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط” .

ونبه خالد أحمد إلى أن جمعيات أولياء التلاميذ لا تترك فرصة أو لقاءً أو ندوة إلا وحضرتها رغم أنها لم تكن مدعوة وذلك لمعرفة كل حيثيات ما يدرور في قطاع التربية لنقله بكل أمانة لأولياء التلاميذ الذين سئموا من الإضرابات التي لا ولن تخدم المدرسة الجزائرية.

 

* النقابات تسعى للظهور الإعلامي على حساب مستقبل التلاميذ

 

اتهم خالد أحمد رئيس جمعيات أولياء التلاميذ ورؤساء التنظيمات النقابية المضربين بالهرولة إلى التلفزيون العمومي على غرار القنوات الخاصة بهدف الظهور الإعلامي في وقت كان يتعين عليهم السعي للظهور أمام أولياء التلاميذ وشرح لهم ما يحدث من وقائع.

وأوضح خالد أحمد بأن جمعيات أولياء التلاميذ تعمل في العلن وتتحدث أمام وزيرة التربية نورية بن غبريط بكل صراحة وموضوعية ولا تداهن رغم أنها تتلقى سيلا من الشتائم على اعتبار أنها -كما يدعي البعض- تقوم بممارسة ” الشيتة ”  للسيدة الوزيرة.

 

الأحزاب تحضر للتشريعيات انطلاقا من قطاع التربية

 

أطلق خالد أحمد رئيس جمعيات أولياء التلاميذ رصاصة الرحمة على الأحزاب السياسية مجتمعة، متهما إياها بالتدخل السافر في الشأن التربوي بنية تسييس الوضع المتأزم داخل القطاع وليس بنية الإصلاح وتفضيل المصلحة العليا للبلد خاصة في هذا الظرف الحساس.

ويرى خالد أحمد  ضيف  ”  منتدى الموعد اليومي”  بأنه كان يتعين على الأحزاب السياسية أن تتحدث وتدلي بدلوها خلال السنوات الفارطة وليس في هذا التوقيت بالذات، وكأنها تريد بالفعل ركوب موجة التحضير للتشريعيات المقبلة للحصول على مكاسب سياسية انطلاقا من المدرسة الجزائرية ومشاكلها.

ووجه تصريحاته لهذه الإحزاب قائلا ” أنتم لا تملكون روح الوطنية اعطوا رأيكم في ما يخص التسيير العام للقطاع وليس الدخول في كل كبيرة وصغيرة تخص المنظومة التربوية وتخص التلاميذ والأجيال المقبلة ” .

وأضاف ” داخل الأحزاب الواحدة توجد عدة تيارات متناقضة ورغم هذا يريدون مناقشة محتوى الكتب، متناسين بأن هناك خبراء ومختصين داخل القطاع يمكنهم أن يقوموا بهذه الوظيفة الحساسة ” .

وتابع ” التدخل في شؤون الاساتذة ومختلف القطاعات يعد عيبا، ولهذا اهتموا بمنخرطيكم وكونوهم ونشطوا ندوات علمية وفكرية  تهم بالمجتمع والوطن وبذلك تكونوا قد ساهمتهم في البناء والتشييد ” .

 

 

نثمّن تحسن ظروف التمدرس بولايات الجنوب

 

ثمّن خالد أحمد رئيس جمعيات أولياء التلاميذ الظروف العامة لتمدرس التلاميذ في ولايات الجنوب، مؤكدا بأن الدولة سخرت كل الإمكانات اللازمة لمعالجة النقائص في الوسائل البيداغوجية والمهنية للأستاذ والمتمدرس على حد سواء.

وعاد ضيف المنتدى في نقاشه ليؤكد أن أهم السلبيات في ولايات الجنوب هي تلك المتعلقة بعقلية بعض الأولياء الذين يمنعون أبناءهم من الذهاب إلى المدرسة وهي النقطة السوداء التي أصبحت تؤرق المهتمين بشأن التربوي.

 

 

 

قال إنه حق أريد به باطل، خالد أحمد

لابد من تأجيل التقاعد المسبق للأساتذة إلى 5 سنوات

نتائج عمل بن غبريط هي التي تدفعني لمساندتها

 

 

كشف خالد أحمد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ للموعد اليومي، أن قانون التقاعد المسبق كانت بداية اقتراحه سنة 2009، حيث شرعت الحكومة في الاتصال بالنقابات في قضية التقاعد النسبي، ونظرا لما يسمى بالبحبوحة المالية آنذاك، تم السكوت عنه، لكن اليوم ومع الأزمة المالية التي تضرب الجزائر، وأفرغت خزائن الدولة تم اللجوء  إليه، بالإضافة إلى أن قانون التقاعد المسبق أتى قبل ذلك في ظروف استثنائية سنة 1997، حيث كان صندوق النقد الدولي يطالب بتقليص الأجور، وتقليص عدد العمال، لكن حاليا شروط الصندوق لم تعد موجودة، وهذا القانون اليوم مجرد حق أريد به باطل، لأن الحكومة شرعت سابقا في تغيير هذا القانون.

وعلى هذا أضاف خالد أحمد أن جمعية أولياء التلاميذ تقترح تأجيل التقاعد المسبق في قطاع التربية وحده إلى 3 أو حتى 5 سنوات من الآن، لأن الأستاذ الذي يعمل بضمير ومجهود كبير يستحق التقاعد بعد 15 سنة من العمل فقط، لأنه يبذل كل طاقاته وميدان التربية متعب.

وأضاف المتحدث أن نقابات التربية طالبت وزيرة التربية بالتوسط لدى الوزير الأول من أجل التراجع عن هذا القانون و تصنيف التعليم ضمن المهن الشاقة، بالمقابل طلبت منهم توفير أرضية لهذا الطلب بغرض تقديمها للوزير الأول، ووضعت شهر سبتمبر كموعد للقاء من أجل تقديم الإقتراحات المناسبة، إلا أن النقابات لم تفعل أي شيء بل دخلت في التكتل النقابي للوظيف العمومي، و قررت الدخول في إضراب شهر أكتوبر الحالي وتريد الدخول في إضراب مفتوح بعد عطلة الشتاء، وهذا يدل على إخلافها (النقابات) للوعد.

أما عن أهمية هيئة أولياء التلاميذ ودورها في معادلة التربية، فقال المتحدث أن الهيئة حاليا في موقف قوة الإقتراح، ما يمنكها من تقديم اقتراحات حول تسيير المؤسسات التربية، وأصبحت بموجب القانون عضوا فعالا في الوزارة و هيئة التربية وليس عضوا ملاحظ، ويمكنها المشاركة داخل مجالس المؤسسات التربوية، و بهذا أصبح دور جمعية أولياء التلاميذ  إيجابيا وفعالا أكثر مما كان عليه.

أما فيما يخص اتهام خالد أحمد وجمعيته بلعق الحذاء للوزيرة بن غبريط، فقال المتحدث إنه يتعامل معها ويسايرها و يوافقها في الكثير من مواقفها  قراراتها، لأن النتائج منذ قدومها هي التي تدفعه إلى الإخلاص لها لأنه التمس نية كبيرة من الوزير بن غبريط لإنقاذ قطاع التربية، وأول لقاء له معها كانت فيه استجابة كبيرة لاقتراحاته من طرفها، خاصة مقترح فتح باب الحوار مع النقابات، مشددا على أن عمله معها ودعمه لها نتاج مجهودها وليس لأي غرض  آخر.