واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى، إغلاق المسجد الأقصى المبارك، لليوم الثانى على التوالى على خلفية الاشتباك المسلح الذى وقع صباح الجمعة فى باحات الأقصى، وأدى إلى استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين،
ومقتل اثنين من أفراد شرطة الاحتلال قرب باب الأسباط بالقدس المحتلة.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس، من اشتعال للعنف ، داعيا الأطراف كافة إلى تفادى التصعيد.وكانت قد كثفت قوات الاحتلال من تواجدها على أبواب المسجد الأقصى وفى الطرقات المؤدية إليه، ومنعت المصلين من الوصول إليه، كما منعت المحلات التجارية من فتح أبوابها حتى الآن وخصوصا فى البلدة القديمة وباب العامود وباب الساهرة (من أبواب البلدة القديمة بالقدس والمؤدية إلى المسجد الأقصى)، .وقالت مصادر أن المكان أشبه بالأشباح والشوارع تخلو من المارة، لافتة إلى أن 3 أشخاص من الأوقاف فقط يتواجدون فى المسجد الأقصى، كما تم منع مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسوانى من البقاء فى المسجد بعد دخوله إليه.وأضافت أن قوات الاحتلال اجرت امس السبت عمليات التفتيش لليوم الثانى على التوالى ويتم تفتيش مكاتب الأوقاف وكل الغرف تفتيشا دقيقا.وكانت قوات الاحتلال منعت ، إقامة صلاة الجمعة فى الحرم القدسى الشريف، وهى المرة الأولى التى يعلن فيها الاحتلال منع اقامة صلاة الجمعة فى “الاقصى” منذ الاحتلال الاسرائيلى للقدس عام 1967.وفي السياق حذر الدكتور مصطفى البرغوثى، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، من ألاعيب نتنياهو وحكومته الرامية إلى تهويد المسجد الأقصى، ومدينة القدس، حسبما ذكرت وكالة معا الفلسطينية.وقال البرغوثى إن إقدام إسرائيل على منع صلاة الجمعة وإغلاقها للمسجد الأقصى حتى يوم الأحد يمثل سابقة خطيرة للغاية وتجاوزا لكل الخطوط الحمراء، واختبارا لردود الافعال اتجاه خطوات تهويد خطيرة مقبلة.وقال البرغوثى يجب عدم الركون لوعود نتنياهو الملغومة “بما سماه عدم تغيير الأمر الواقع” لأن هذا الامر الواقع قد أصبح تغييرا بحد ذاته يمنع بموجبه أكثر من 90 % من الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى، بما فى ذلك سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، و”أمره الواقع” أصبح يشمل السماح للمستوطنين و أعضاء الحكومة الإسرائيلية و نوابها باقتحام المسجد الأقصى دوريا، ووصلت و قاحتهم إلى حد اعتقال مفتى القدس و حراس المسجد الأقصى.وطالب البرغوثى كافة الدول، وخاصة الدول الإسلامية بردع السلوك الإسرائيلى بالعقوبات وذلك أقل الواجب تجاه أولى القبلتيتن وثالث الحرمين الشريفين ، و تجاه القدس التى يجب أن تكون عنوان كرامة العرب و المسلمين و المسيحيين و كل من تعز عليه قيم الانسانية و الحرية. من جهتها حذرت حكومة الوفاق الوطنى من الاجراءات غير المسبوقة التى فرضتها حكومة الاحتلال الاسرائيلى على المسجد الأقصى وعلى مدينة القدس بشكل عام، وطالب المتحدث الرسمى بإسم الحكومة يوسف المحمود بوقف تلك الإجراءات الجائرة والتعسفية فورا وفتح المسجد الأقصى المبارك وعدم المساس بقدسيته .وقال المتحدث الرسمى :إن الحكومة تتابع بقلق شديد الاجراءات الإحتلالية التى من شأنها المساس بالوضع التاريخى القائم فى المسجد الأقصى وفى مدينة القدس العربية المحتلة والتى من شأنها دفع الأوضاع الى مزيد من التدهور .وطالب المحمود المجتمع الدولى بأسره وكافة المنظمات والمؤسسات الدولية وحكومات ودوّل العالمين العربى والإسلامى التحرك العاجل والسريع والعمل على كافة المستويات من اجل وقف الاجراءات الاحتلالية التى تشكل مساسا خطيرا بأماكن العبادة وبأحد أقدس مقدسات العرب والمسلمين اضافة الى ما تمثله من انتهاك صارخ وخطير لكافة القوانين والشرائع الدولية.كما أدانت منظمة التعاون الإسلامى، التى تتخذ من جدة مقرا لها، بشدة إغلاق المسجد الأقصى المبارك ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه لأول مرة منذ عام 1967.. معتبرة ذلك جريمة وسابقة خطيرة وعدوانا صارخا على المقدسات وعدوانا على حقوق وحرية الفلسطينيين فى ممارسة شعائرهم الدينية.وطالب الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، فى بيان له اليوم السبت، المجتمع الدولى بتحرك عاجل لردع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس المحتلة ووقف انتهاكات إسرائيل العنصرية وجرائمها بحق الشعب الفلسطينى ومقدساته.وحذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى من محاولات الاحتلال الإسرائيلى لفرض وقائع جديدة داخل الحرم القدسى الشريف.