قراءته في رمضان باتت سنة حميدة توارثتها الأجيال

الاحتفاء بصحيح البخاري احتفاء بالرسول صلى الله عليه وسلم

الاحتفاء بصحيح البخاري احتفاء بالرسول صلى الله عليه وسلم

رغم مرور الأزمان وتعاقب الأجيال، فإن الجزائريين متشبثون بميراث الآباء والأجداد، دأب الجزائريون منذ قرون على قراءة “صحيح البخاري” سنويا عبر مساجد البلاد، خاصة العتيقة منها، حيث تنطلق مع بداية شهر رجب من كل سنة، على أن تختتم مع ليلة القدر التي يعتقد أنها ليلة الـ 27 من شهر رمضان المعظم.

وبمرور الزمن أصبحت تلك الفعالية العلمية الروحية “سنة حميدة” تحظى برعاية السلطات ممثلة في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي تشرف سنويا على انطلاقتها ومرافقتها إلى الختام ببروتوكولات رسمية.

وعن رمزية صحيح البخاري في الوعي الشعبي الجزائري، يرى بومدين بوزيد، الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، أن الاحتفاء بصحيح البخاري احتفاء بالرسول صلى الله عليه وسلم، حيث “صار له حضور في المخيلة الشعبية كمعرفة وللتبرك”.

وقال في تصريح للجزيرة نت إن تخليد المصنفات والأشعار والكتب مسألة تاريخية ظهرت منذ القرن العاشر للهجرة، وبدأت تترسخ في الذاكرة الشعبية، حتى أن العائلات أطلقت اسم البخاري على أبنائها تبركا وأملا في أن يصيروا مثله.

وأوضح بوزيد، الباحث في الفلسفة الإسلامية، أن صحيح البخاري رافق الجيوش في القرنين الأخيرين، إذ كان يتلى أثناء المسيرة الحربية أو في الشدائد، للتوسل إلى الله بزوالها، حتى أصبح رمزا للانتصار.

وذكر المتحدث أن الأمير عبد القادر حمل معه دوما كتاب البخاري في مقاومته للاحتلال الفرنسي (1830-1847) وعلق في هوامشه، ولا تزال نسخته الشخصية محفوظة.

واعتبر تمسك الجزائريين، حاضرا ومستقبلا، بهذا التقليد في قراءة صحيح البخاري حفاظا على الخصوصية، كما أنه جزء من التراث ويندرج ضمن المجال السياحي والثقافي.

ب/ص