يعتبر الاتحاد الوطني لحماية المستهلك من أبرز الهيئات في الجزائر التي تعمل على تحقيق التوازن بين حماية المستهلك وتعزيز ثقافة الوعي التجاري في المجتمع.
ففي وقت يتزايد فيه عدد المستهلكين الذين يواجهون مشاكل تتعلق بالخدمات والسلع، يبذل الاتحاد جهودا متواصلة للحد من المخاطر الصحية والأمنية والتجارية التي قد تهدد هذه الفئة، وذلك من خلال التصدي للإشهار الكاذب، ومكافحة الاحتكار والممارسات غير القانونية، وتقديم التوجيه والإرشاد للمستهلكين، يساهم الاتحاد في الحفاظ على حقوق الأفراد وتحقيق العدالة في السوق.
التحديات اليومية للمستهلكين
وأوضح محفوظ حرزلي، ممثل الاتحاد الوطني لحماية المستهلك، أن المنظمة تستقبل العديد من الشكاوى بشكل شهري من قبل المستهلكين الذين يواجهون مشاكل مختلفة. وتختلف أنواع الشكاوى بشكل كبير حسب القطاع، ففي بعض الحالات تتعلق الشكاوى بالأجهزة الكهرو منزلية التي لا تتوافق مع المواصفات أو التي تتعطل بعد فترة قصيرة من الاستخدام. وفي حالات أخرى، يعبر المستهلكون عن استيائهم من التأخير في تسليم السيارات من قبل الوكالات، وهو ما يُعد هاجسًا يؤرق الاتحاد ويتطلب تدخلاً من قبل السلطات المعنية.
إضافة إلى ذلك، هناك شكاوى تتعلق بمشاكل خدمات الهاتف النقال، خصوصًا تلك التي تشمل ضعف شبكة الإنترنت أو مشاكل في عملية الدفع عبر الهواتف المحمولة. كما يعكف الاتحاد على التعامل مع قضايا تسليم السكنات، لا سيما في المشاريع السكنية مثل “عدل 1” و”عدل 2″، بالتعاون مع وزارة السكن، بهدف ضمان تلبية حقوق المستهلكين في هذا المجال.
وبالإضافة إلى قضايا المرافق الأساسية مثل الكهرباء والغاز، أفاد حرزلي بأن هناك أيضا شكاوى تخص خدمات الرعاية الصحية. وقد أشار إلى أن بعض الشكاوى تتعلق بالانقطاعات المفاجئة في الكهرباء أو الغاز، ما يسبب أضرارا للمستهلكين ويؤثر على حياتهم اليومية.
تحقيق الأمن الشخصي من خلال مكافحة التلاعب
من بين المسائل الأمنية التي تثير القلق أيضا هو تقليد بعض الأشخاص لزي موظفي سونلغاز من أجل السطو على المنازل. لذا، أكد حرزلي على ضرورة تخصيص زي موحد لموظفي سونلغاز، لتمييزهم عن غيرهم ومنع استغلال هذا اللباس في الأنشطة الإجرامية. هذه الخطوة من شأنها تعزيز الأمان لدى المستهلكين وتوفير حماية إضافية في المنزل ضد محاولات الاحتيال.
التوعية خلال شهر رمضان وزيادة الاستهلاك
تتضاعف جهود الاتحاد في شهر رمضان، حيث يتزايد استهلاك السلع بشكل ملحوظ خلال هذا الشهر الفضيل. يتعاون الاتحاد مع وزارة التجارة لضمان توافر السلع الأساسية مثل الحليب، السميد، السكر، الزيت، وغيرها من المواد الاستهلاكية، مع تحديد الأسعار المناسبة ومنع أي عمليات احتكار أو تضخم للأسعار. كما تُعقد اجتماعات متواصلة مع القطاعات المعنية من أجل متابعة استعدادات السوق وتوفير كميات كافية من السلع. وفي هذا السياق، أضاف حرزلي أن الاتحاد ينظم حملات توعوية قبل وخلال شهر رمضان، تهدف إلى نشر الوعي بين المستهلكين حول كيفية التحكم في استهلاكهم، وحثهم على عدم التبذير. كما يتم توجيه رسائل تحذيرية إلى التجار حول عواقب الجشع واحتكار السلع، حيث يتم تسجيل تجاوزات عديدة في السوق، مثل عدم إشهار الأسعار أو تقديم سلع غير مطابقة للمواصفات على الرفوف الأمامية، مما يسبب إرباكًا للمستهلكين.
مكافحة الغش والإشهار الكاذب
كما يشير حرزلي إلى أن من أبرز القضايا التي يعالجها الاتحاد هي ظاهرة الإشهار الكاذب للسلع، سواء في الأسواق أو على منصات التواصل الاجتماعي. حيث يتم عرض سلع على أنها ذات جودة عالية أو بأسعار مخفضة بشكل مغري، في حين أنها قد تكون غير مطابقة للمواصفات أو مشكوكًا في جودتها. ويحث الاتحاد المستهلكين على توخي الحذر في هذا الشأن والتأكد من مصداقية العروض المعلن عنها قبل الإقدام على شراء المنتجات.
الاستمرار في العمل مع الجمعيات المحلية
لا يتوقف دور الاتحاد عند التوعية الفردية فقط، بل يمتد أيضًا للعمل المشترك مع الجمعيات المحلية المتخصصة في حماية المستهلك، حيث يشير حرزلي إلى أن عدد الجمعيات الوطنية الناشطة في هذا المجال قد بلغ خمس جمعيات، وكل منها لديها مكاتب محلية تهتم بتعزيز الوعي وحماية حقوق المستهلك على مستوى الأحياء والمدن. كما يسعى الاتحاد الوطني لحماية المستهلك إلى توفير بيئة تجارية صحية وآمنة، من خلال التصدي للممارسات التجارية غير النزيهة وحماية حقوق المستهلكين في مختلف القطاعات، من خلال حملات التوعية والمراقبة المستمرة للأسواق والخدمات، يعزز الاتحاد ثقافة الوعي التجاري ويعمل على تحسين الظروف المعيشية للمستهلكين.
إيمان عبروس