الجزائر -دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطيب بوزيد إلى وضع مخطط عملي قطاعي واعتماد مسعى أمني صارم في مختلف المؤسسات الجامعية للتصدي لكل من يريد التسلل داخل الحرم الجامعي، لاسيما في الاقامات الجامعية لحماية الطلبة من مختلف أشكال الخطر.
وجاءت هذه التعليمات خلال إشرافه على فعليات الندوة الوطنية للجامعات، أين شدد على مدراء الإقامات الجامعية، وكذا مدراء المؤسسات الجامعية عبر الوطن باتخاذ كافة الإجراءات لضمان سلامة الطلبة ومنع دخول الغرباء، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه تم اتخاذ البيداغوجية لاستقبال الطلبة الجدد الناجحين في شهادة البكالوريا لهذه السنة والبالغ عددهم 623 271 ناجحا.
وجدد الوزير في كلمته “التزامه بضمان مقعد بيداغوجي لكل طالب جديد التحق بالجامعة وذلك طبقا لمبادئ الحكامة السياسية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمين المبنية على الاستحقاق والانصاف وتمكين كل طالب من بلوغ أقصى مستويات التعليم والمهارات.
وذكر في هذا الإطار بالجهود التي بذلت لتحسين مستوى استقبال الطلبة وسمحت بتجاوز الصعوبات والتوترات التي عرفتها أغلب مؤسسات التعليم العالي في سياق الحراك الشعبي التي تشهده البلاد حاليا.
وفي هذا الشأن، أوضح الوزير أنه اتخذ تدابير ذات طابع استثنائي لتدارك الخلل المسجل في سير النشاطات التعليمية، وتوفير المتطلبات البيداغوجية الضرورية، حيث تم اصدار منشور وزاري متعلق بالتسجيل الأولي، وتوجيه حاملي البكالوريا الجدد، وكذا منشور تكميلي يحدد التوجيهات الكبرى على ضوء دراسة تحليلية وهيكلية لنتائج امتحان البكالوريا، من حيث معدلات الترشح للالتحاق ببعض الفروع، كالعلوم الطبية، والهندسة المعمارية، وعلوم البيطرة، والعلوم السياسية، والمدارس العليا للأساتذة، وعلوم تقنيات، والنشاطات البدنية والرياضية.
وتهدف هذه الآليات -حسب الوزير- إلى تطوير عمليات التسجيل والتوجيه، بهدف التحسين للمتواصل لمعدلات الرضا والتجاوب مع رغبات المترشحين وخياراتهم، وكذا توطيد الرقمنة، وإضفاء المزيد من الشفافية والإنصاف، من خلال الاكتفاء بأربع رغبات في المرحلة الأولى، ومواصلة العمل إلى مرحلة ثانية، القاضية بمنح فرصة إضافية لحاملي شهادة البكالوريا الجدد، الذين لم يتحصلوا على أي اختيار من الاختيارات الأربعة، والذين تحصلوا على اختيارهم الرابع، ويرغبون في تغييره أو الذين اخفقوا في المقابلات الشفوية.
وبخصوص تنظيم الالتحاق بالطور الثاني الخاص بالماستر، أوضح الوزير أنه تم إصدار منشور وزاري يتعلق بالترشح والتوجيه والتسجيل في دراسات الماستر لفائدة الحائزين على شهادة الليسانس، أو شهادة أجنبية معترف بها، حيث يقدر عدد المقاعد المتوفرة في هذا الطور بحوالي 200 ألف مقعد بيداغوجي موزعة على 3500 نقطة تكوين.
من جهة اخرى، ذكر بوزيد بالجهود المبذولة لمراجعة خارطة التكوين العالي من أجل تحيين عروض التكوين التي تضمنها مؤسسات التعليم العالي وتنويعها وضمان ملاءمتها مع التطورات الاكاديمية والعلمية ومتطلبات المحيط الاقتصادي، مبرزا في نفس الوقت، أهمية مراجعة الإطار التشريعي والتنظيمي للتعليم العالي والبحث العلمي، لتدارك النقائص المسجلة لرفع مردوده وتكييفه مع متطلبات المحيط الوطني والدولي.
وفيما يتعلق تعميم استعمال اللغة الانجليزية، ركز الوزير على ضرورة استعمالها كمرحلة أولى في التكوين في مجال الدكتوراه، والبحث العلمي، والنشر، وذلك تماشيا مع ما هو معمول به على المستوى الدولي، مشددا على أهمية تحسين المكانة العلمية للجزائر، وتحسين الترتيب الجامعي على المستوى الدولي، والانفتاح على محيطها الدولي لاستقطاب المزيد من الطلبة الاجانب.
وبلغة الأرقام أشار وزير التعليم العالي، أنه سيستلم قطاع التعليم العالي البحث العلمي مع الدخول الجامعي المقبل 400 83 مقعد بيداغوجي جديد، لترتفع قدرات الاستقبال الإجمالية إلى أزيد من 512ر1 مليون مقعد بيداغوجي في كل الشبكة الجامعية للتعليم العالي.
وفي هذا الإطار أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن هذه القدرات البيداغوجية المتوقع توفيرها ستسمح نظريا باستقبال حوالي 1،8 مليون طالب باستعمال معامل تشغيل يقدر ب1،2 لكل مقعد فعلي.
وبخصوص قدرات الإيواء والإطعام، أكد الوزير أنه ينتظر أن يستلم القطاع خلال نفس الفترة 370 51 سرير، لرفع قدرات الايواء الى 600 658 سرير، مركزا على وجوب توزيعها بطريقة متساوية على كل الجامعات على المستوى الوطني.
وبخصوص المشاريع المستهدف استلامها تحسبا للدخول الجامعي المقبل، ألح الوزير على وجوب تفعيل خلايا التنسيق المكلفة بمتابعة إنجاز المنشآت الجامعية على المستوى المحلي، مذكرا في هذا السياق بانه تم اتخاذ تدابير احترازية خاصة بالنسبة للتخصصات التي يمكن أن تعرف ضغطا بسبب احتمال عدم استكمال مشاريع الهياكل المستهدفة، أو بسبب العجز المتراكم.
نحو رفع ساعات الدراسة بالجامعات لمواجهة “الاكتظاظ”
كما يتعين عند الاقتضاء -يضيف في هذا الشأن- اتخاذ تدابير إضافية تتعلق بتمديد الزمن المخصص لاستعمال المرافق البيداغوجية وكذا ترشيد الوسائل المتاحة من خلال الاستعمال المشترك للقدرات والطاقات.
وفي مجال التأطير البيداغوجي قدر الوزير التعداد الحقيقي للأساتذة والباحثين المتوفرين ب161 61 موزعين على مختلف الأسلاك والترتيب، متوقعا أن يرتفع هذا التعداد الإجمالي للأساتذة الباحثين بداية الموسم الجامعي القادم إلى 958 62 وذلك بعد انتهاء عمليات التوظيف الخارجي الجارية على مستوى مؤسسات التعليم التعالي.
ويرى الطيب بوزيد بأن دعم القدرات القطاعية في مجال التأطير البيداغوجي والعلمي النوعي يبقى أولوية تفرض بلوغ تكوين في الدكتوراه يستجيب لمعايير دولية، ويسد حاجيات التأطير الذي يزداد الطلب عليه سواء في مجال التكوين الجامعي، أو في مجال البحث العلمي والابتكار.
وشدد في هذا الشأن على ضرورة مواصلة المسعى الرامي إلى رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس لاسيما عبر مواصلة تكوين الأساتذة حديثي الوظيفة، إلى جانب تعزيز عملية تكوين المكونين، من خلال البرنامج الوطني الاستثنائي الذي تم إعادة تنشيط طبعته الثانية على قواعد وشروط جديدة تتجه نحو مسار التوعية وتستند إلى مقاربة حسب الاهداف.
وعلى مستوى التكوين في الدكتوراه أوضح السيد بوزيد بأنه تم فتح الدورة السنوية لاستقبال عروض التكوين للالتحاق بالطور الثالث خلال أفريل 2019، حيث تميزت هذه الدورة برقمنة مجمل العمليات ذات الصلة بدارسة عروض التكوين وملفات المترشحين، حيث تم تسجيل نحو 800 عرض تكوين أحليت على اللجنة الوطنية للتأهيل للبث فيها تمهيدا لصدور القرار الوزاري الذي يحدد عروض التكوين المعتمدة في الطور الثالث وعدة من المناصب البيداغوجية المفتوحة في المؤسسات المعنية.
بخصوص التكوين الإقامي في العلوم الطبية، أكد بأنه تم خلال الندوة الوطنية لعمداء كليات الطب وممثلي قطاعي التعليم العالي والصحة ضبط عدد مناصب التكوين المقرر فتحها في طور الإقامة في العلوم الطبية حسب الكليات والتخصصات، حيث بلغ عددها 2582 منصب تكوين، تم اعتماده بموجب قرار وزاري مشترك.
سامي سعد