في طبعة جديدة من منتدى الذاكرة الوطنية الذي نظمته وكالة الأنباء الجزائرية، السبت، سلط المشاركون الضوء على الأهمية القصوى للشراكة الفعالة بين الأرشيف الوطني والإعلام في حماية الذاكرة الجماعية ونقلها للأجيال المتعاقبة، في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة.
وأكد المدير العام للأرشيف الوطني، محمد بونعامة، خلال مداخلته أن هذه الشراكة تمثل أداة استراتيجية واستشرافية للدولة الجزائرية، مشيرا إلى أن المعلومة أصبحت اليوم سلاحا حاسما في مواجهة التحديات الجيوسياسية والدبلوماسية. وأبرز أهمية تكوين الصحفي الجزائري في المجال التاريخي، ودوره في تجسيد قيم الانتماء والاعتزاز الوطني من خلال أداءه الإعلامي. ومن جهته، شدد المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية، سمير قايد، على مسؤولية الوكالة التاريخية والوطنية في صون الذاكرة، مستعرضا مشاريع رقمنة التوثيق وتعزيز التبادل مع الأرشيف الوطني، منوهًا بإطلاق منصة أرشيفية تشمل أكثر من 1680 ملفًا مكتوبًا و473 عملا سمعيا بصريا، توثق لمختلف مراحل الذاكرة الوطنية بين 2020 و2025. وفي سياق تعزيز العمل التوثيقي، وقعت المؤسستان اتفاقية تعاون تهدف إلى تثمين الأرشيف الوطني وتيسير استغلاله إعلاميا، في خطوة تهدف إلى تكريس التكامل بين الذاكرة والمعلومة، ومواجهة محاولات تزوير التاريخ وتشويه صورة الجزائر. وشهد المنتدى مداخلات لمختصين في التاريخ والذاكرة الوطنية، على غرار محمد لحسن زغيدي، الذي وصف انفتاح الأرشيف الوطني على الإعلام بالإنجاز العظيم، وجمال يحياوي الذي أكد أن الذاكرة الوطنية ليست خيارا بل رأس مال سيادي، مشيرا إلى دورها الحيوي في ما أسماه “حروب الذاكرة”. كما اقترح الباحث عمر حاشي إنشاء مدرسة عليا متخصصة في الأرشيف لتعزيز التكوين الوطني في هذا المجال. كما أشاد رئيس جمعية “مشعل الشهيد”، محمد عباد، بالدور النضالي لوكالة الأنباء الجزائرية في الحرب الإعلامية ضد محاولات التشويه والاستهداف الخارجي. واختتم المنتدى بجولة للوفد الرسمي في معرض وثائقي نظمته مصالح الأرشيف الوطني، إلى جانب زيارة لمتحف وكالة الأنباء الجزائرية، الذي يسرد مسيرتها الإعلامية منذ تأسيسها في خضم ثورة التحرير عام 1961. حيث تأتي هذه المبادرة تجسيدا لنهج الدولة، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، الذي جعل من صون الذاكرة الوطنية حجر الزاوية في المشروع الوطني لبناء الجزائر الجديدة.
إ. ع