يعد مروان مشري من الجيل الجديد الذي اقتحم ميدان السمعي البصري منذ أكثر من (08) سنوات، وهو عضو فعال ونشيط في برنامج “للعائلة” الذي يبث كل ثلاثاء على قناتي “الأرضية” و”الثالثة”، ومكلف بإعداد الروبورتاجات والتقارير التي تصاحب كل موضوع يطرح للنقاش في البرنامج.
فعن هذه المهمة المكلف بها وأمور أخرى متعلقة بمساره المهني وعن الحراك الشعبي والأوضاع الحالية التي تعيشها الجزائر، تحدث ضيف “الموعد اليومي” للقراء في هذا الحوار…
– ما هي قصتك مع الإعلام السمعي البصري وبالتحديد برنامج “للعائلة” الذي تعد من أبرز عناصره؟

** ولوجي عالم السمعي البصري وبالضبط التلفزيون العمومي كان في عام 2010 كمتعاون، وانضمامي الأول كان في برنامج “عين على الأسرة” الذي كانت تقدمه آنذاك آنيا الأفندي، وبعد فترة قصيرة وبالضبط في عام 2011 جاء برنامج “للعائلة” فكرة وإعداد نجية خثير الذي يتواصل بثه إلى الآن على قنوات التلفزيون العمومي، ويعد من أنجح البرامج التي يقدمها التلفزيون الجزائري لأنه يطرح قضايا تخدم العائلة الجزائرية في مختلف مجالات الحياة، وفي أحيان أخرى تكلفني الإدارة بالعمل في حصص أخرى تابعة لمديرية الانتاج.
– أنت عنصر مهم في برنامج “للعائلة” باعتبارك القائم بكل الروبورتاجات الميدانية التي تصاحب كل موضوع يطرح فيه، فهل أنت من تختار من تحاورهم أم بتوجيه من القائمين على البرنامج؟

* في بعض الأحيان فقط تقوم بتوجيهي معدة البرنامج للذهاب إلى مكان معين بعد الاتفاق مع المحاور، وفي أحيان كثيرة أنا من أبادر إلى إيجاد من أحاورهم في الروبورتاج، وكما هو معلوم، فإن البرنامج يركز أكثر على نقل الشهادات المناسبة للموضوع المقترح.
-المجتمع الجزائري صعب جدا لإقناعه في الظهور على شاشة التلفزيون، هل تعترضك مثل هذه المتاعب؟

* أجد صعوبة كبيرة في إقناع محاوري بظهوره على الشاشة وأتساءل دائما عن القنوات الخاصة التي تجد من تظهرهم لمرافقة الحالات المعروضة.
– وفي حالة عدم اقتناع الضيف بالظهور على الشاشة، هل تعدل عن محاورته أم تحترم موقفه؟

* أحاول إقناعه لأن هذا يزيد من مصداقية الموضوع، وإن رفض وأصر على عدم الظهور، نحترم موقفه طبعا.
– هل تشارك في طرح المواضيع المقترحة في البرنامج في كل مرة؟

* في “للعائلة” نعمل مع طاقم ديموقراطي خاصة مع معدة البرنامج السيدة نجية خثير والمشرف العام للبرنامج سمير بغالي، وفي كل اجتماع خاص بكل عدد نتشاور، وحتى متابعو البرنامج يشاركون في اقتراح المواضيع عن طريق صفحته على الفايسبوك وعبر ركن تعاليق العائلة نتقبل الانتقادات ونحاول تحسين النقائص.
– برامج اجتماعية كثيرة تبث عبر مختلف القنوات التلفزيونية الخاصة، ما رأيك في محتواها؟

* بصراحة لا أتابع بشكل دائم البرامج الاجتماعية التي تقترحها مختلف القنوات الخاصة، ولكن ما أعيبه عليها هو عدم احترام خصوصيات مجتمعنا
والذوق العام للمجتمع وكذا حقوق الطفل واستغلال صوره ومعاناته دون احترام أخلاقيات مهنتنا. وفي هذا السياق أود أن أنوه بجهد عدد من الزملاء من خلال بعض الحصص التي وصلت إلى عمق المجتمع ونقلت معاناة الناس في مناطق لم نكن نتصور الوصول إليها.
– الصحفي في التلفزيون العمومي هل هو مقيد أو يتمتع بشيئ من الحرية؟

* أنا أعمل بقسم الإنتاج وعموما نعمل دون قيود ونتصرف بحرية في اختيار ضيوفنا والأشخاص الذين نصور معهم روبورتاجاتنا ونحن كصحفيين ربما نمارس تضييقا ذاتيا على أنفسنا بتجنب التطرق لبعض المواضيع أو العمل مع شخصيات معارضة أو جمعيات لا تتوافق مع الخط الافتتاحي للتلفزيون، أما قسم الأخبار الذي هو واجهة التلفزيون، فأظن أن وقفاتنا المختلفة رفقة بعض الزملاء خلال هذا الحراك داخل مقر التلفزيون حرّرت نوعا ما خطنا الافتتاحي.
– مواقع التواصل الاجتماعي أخذت مكان وسائل الاعلام المختلفة في السبق الصحفي، ما قولك؟
* نعم مواقع التواصل الاجتماعي أخذت موقعا هاما وأصبحت مصدرا للأخبار بفضل التفاعل الكبير الذي تخلقه وكذا “خدمة المباشر” من مكان الحدث، ولكن ليس كل ما ينشر عبرها يعد صحيحا ودقيقا، وخلال هذا الحراك رأينا أمثلة عن أخبار مغلوطة
وبيانات مزورة وفيديوهات قديمة عبر الفايسبوك بالخصوص.
– هل ستستمر في برنامج “للعائلة” أم تفكر في برنامج خاص بك، وفي أي مجال تريده؟
* لحد الآن وفي ظل واقع التلفزيون لا أجد أحسن من برنامج “للعائلة” لاعتبارات عديدة، في مقدمتها حبي للمجال الاجتماعي وكذا تناغمي مع طاقم البرنامج، إلى جانب توقيت الحصة على المباشر، ولكن طبعا لن أخلد والبرنامج كذلك وهناك مشاريع شخصية أتمنى أن تزول الظروف الحالية التي يمر بها التلفزيون لأجسدها على أرض الواقع.
– هل أنت متفائل بمستقبل الجزائر خاصة في ظل الحراك الشعبي؟

* نعم متفائل بالحراك ولكن وفق شروط أولها تأطيره والواقعية في المطالب ووحدة الصف، فلا يمكن للملايين التي تخرج أسبوعيا وللنخبة التي تحركت إلا أن تنتصر لأن هذا الشعب تعرض للظلم وسرقت أمواله ونهبت ثرواته بدليل القضايا التي فتحتها وتفتحها العدالة حاليا.
– بكل صراحة، ماذا تريد من رئيس الجزائر المستقبلي؟

* لحد الآن لا أعتقد أن الرئيس المستقبلي للجزائر هو أولوية لأن الأهم في اعتقادي الشخصي هو المرور لمرحلة انتقالية حقيقية تشرف عليها شخصيات ترضي الشعب
وبمرافقة المؤسسة العسكرية وليس تدخلها في الشأن السياسي، فالمجالس الحالية
والمؤسسات غالبيتها غير شرعية لا يمكن لها أن تسيّر المرحلة الحالية.
حاورته: حورية/ ق