أكد الإعلامي العماني عبد الله بن سعيد الجرداني أن المهرجان الدولي للسياحة في نسخته الخامسة الذي أقيمت فعالياته في الفترة من 8 إلى 16 ديسمبر الجاري بالجزائر، توجهًا لتطوير السياحة عامة في الجزائر والسياحة الصحراوية على وجه الخصوص، فقد ألقى المهرجان الضوء على التنوع الجغرافي والثقافي وأزاح الستار عن تاريخ مجيد وكشف ثراءً طبيعيًا وحضارة إنسانية على أرض تُعدُّ مهدًا من مهاد البشرية.
وأضاف في مقال كتبه على موقع جريدة “الوطن” العمانية: “لقد سعدت كثيرًا بالمشاركة في هذا المهرجان وزيارة البلد التاريخي (بلد المليون شهيد) للمرة الأولى في حياتي، وهنا أوجه شكري وتقديري لسعادة فيلالي غويني ـ سفير الجمهورية الجزائرية بمسقط ولأستاذي العزيز محمد بن سليمان الطائي ـ رئيس تحرير جريدة (الوطن) على الترشيح لحضور المناسبة، فكانت فرصة لاستكشاف الروائع الطبيعية والثقافية والتاريخية التي تزخر بها البلد، وهي بلا شك تثير الفضول لهواة الاستكشاف والمغامرة وتبهر العقول لوجهات غير مألوفة قلما تجتمع في بلد واحد”.
وأضاف معجبا بالجزائر وشعبها: “الزائر للجزائر لن يشعر بالغربة البتة، فالشعب الجزائري في كل أراضيه الشاسعة مضياف ومرحِّب لكل من تكفّل عناء الزيارة، شعب مكافح راسخ بجذوره يعاصر تغيرات العالم ويواكبها، يلتهب عندما يتذكر الثورات وما حل به من نكبات خلال القرون الماضية، ويردد كلمات نشيده الوطني (قسمًا بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات…) التي كتبها شاعر الثورة المناضل مفدي زكريا”.
وتابع: “في الجزائر تنتشر المعالم والآثار التاريخية في كل ولاية من ولاياتها الـ(58) مشكّلة رصيدًا هامًّا للسياحة الثقافية، وأطلالًا متعددة لا تزال تقاوم الزمن وتحافظ على مكانتها من مساجد وقصور فاخرة وقلاع وحارات تحمل في طيّاتها فخر الماضي، وقد أدرجت عدد منها ضمن التراث العالمي في قائمة (اليونسكو). وضمن برنامج الزيارة شاهدنا قصبة الجزائر العاصمة وهي تتربع شامخة فوق جزر (اكوزيوم) منذ القرن الرابع قبل الميلاد، أحد أجمل المعالم في الحوض الأبيض المتوسط الذي يجسّد فنًّا معماريًا فريدًا من نوعه في تاريخ الإنسانية، فهو مكان للذاكرة يحوي أقدم المعالم التاريخية من مساجد وقصور عثمانية وبنية حضرية تقليدية مرتبطة بلمسة العيش الجماعي والانسجام التام. رحلتنا إلى الجزائر انتهت لكن الحديث عنها لن ينتهي، فالذاكرة ستظل تختزن كل مشاهد الجمال والحب والألفة وحكايات التاريخ الموغل في القدم، وستظل الرواية تسرد لمن يبحث عن إيقاع الطبيعة حيث الرمل والحجر والواحات الصحراوية والفن الشعبي وبساتين النخيل الكثيفة والحارات النموذجية القديمة والأسواق التقليدية، لمن يبحث عن أحلام مستغانمي وأساطير الحب والروح والمنمنمات والفنتازيا فليولّ وجهه شطر الجزائر ولا ينسى نصيبه من (الكسكسي والبركوكس والمغلوفة)”.
ب-ص