الإعلامية بالقناة الخامسة ابتسام طالة لـ “الموعد اليومي”: لهذا السبب اقتصر بث برنامج “مصحفي” على الشهر الفضيل… هناك برامج تسعى لتحقيق نسبة مشاهدة عالية على حساب حرمة العائلة الجزائرية

elmaouid

عُرفت الإعلامية المتميزة بقناة القرآن الكريم للتلفزيون الجزائري العمومي ابتسام طالة بتقديم برامج هادفة وجادة تسعى من خلالها إلى تنوير المشاهد وتثقيفه في دينه. وخلال هذا رمضان هي تقدم بالتناوب مع

زملائها برنامجا صباحيا يوميا بعنوان “ضحى القناة”، إضافة إلى البرنامج المسابقاتي الذي يختبر المواطن في ثقافته الدينية

“مصحفي”.

وعن هذا البرنامج وأمور أخرى تحدثت ابتسام طالة لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.

 

* ما هي البرامج التي تطلين بها خلال الشهر الفضيل؟

**أولا اسمحي لي أن أشكركم على فتحكم لي هذه النافدة لأطل عبرها على جمهور قراء جريدة “الموعد اليومي” ورمضان مبارك لكل طاقمها وقرائها ولكل الشعب الجزائري، أعاده الله علينا جميعا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات. وخلال هذا رمضان أنا أطل على مشاهدي قناة القرآن الكريم عبر برنامج يومي أتداول في تقديمه مع زملائي وهو برنامج “ضحى القناة” الذي يبث مباشرة من الساعة الحادية عشر إلى الواحدة بعد الزوال، وهذا توقيت بث خاص بشهر رمضان، لأنه في الأيام الأخرى مبرمج من الساعة العاشرة صباحا إلى منتصف النهار ويتضمن عديد الأركان والفقرات الخدماتية التي تلبي انشغالات الأسرة الجزائرية في مختلف المجالات بمعية ثلة من الأساتذة والمختصين. ولأن العمل الصحفي هو عمل ميداني بالدرجة الأولى، فأنا أقوم بإنجاز الروبورتاجات الميدانية المختلفة من حين لآخر، وهذا ما يستهويني في العمل الصحفي خاصة عندما نكون أقرب إلى انشغالات واهتمامات المواطن وإفادته بما نقدمه له، إضافة إلى تقديم برنامج “مصحفي” الذي يختبر المواطن في ثقافته الدينية وقد جاب مختلف ولايات الوطن.

 

* لمن تعود فكرة انجاز برنامج “مصحفي”؟

** فكرة انجاز برنامج “مصحفي” تعود إلى سنة 2013 عندما طلب منا الطاقم الصحفي لقناة القرآن الكريم تقديم اقتراحات لبرامج تحضيرا للشبكة البرامجية الرمضانية، وكما هو معروف، فإن قناة القرآن الكريم التلفزيونية تجتهد على طول السنة لتقديم برامج ترقى إلى مستوى أذواق الجمهور الكريم المتواجد داخل وخارج الوطن، كما تجتهد أيضا في شهر رمضان لتقديم برامج تجمع العائلة وتفيدها في الدنيا والآخرة، ولهذا  حينما طلب منا اقتراحات في هذا الإطار، تبادر إلى ذهني اقتراح برنامج يعنى بالثقافة الدينية من الكتاب والسنة وتكون الهدايا لصاحب الإجابة الصحيحة على السؤال عبارة عن مصحف شريف، ولما عرضت فكرة البرنامج على مسؤولي القناة لاقت إعجابا وتشجيعا كبيرين من الجميع وخاصة رئيس التحرير ومدير القناة، وشرعت منذ تلك السنة في إعداد وتقديم هذا البرنامج وما زال مستمرا حتى الآن، وكما هو معلوم فإن العمل الصحفي التلفزيوني هو عمل جماعي، لذلك يسهر على انجاز البرنامج فريق متكامل متآزر من مخرجين، مصورين، مركبين ومشرفين الذين أوجه لهم تحية تقدير على ما يبذلونه من جهد لإنجاح هذا البرنامج.

 

* “مصحفي” برنامج صالح لكل الأوقات، لماذا يقتصر بثه على الشهر الفضيل فقط؟

** هذا راجع لكون برنامج “مصحفي” ارتبط بشهر رمضان، بالإضافة إلى أن إعداده وتقديمه يتطلب مجهودا كبيرا وأيضا مراعاة لتعود المشاهدين على عرضه فقط في الشهر الفضيل، ومع ذلك لم يمنعنا الأمر من تقديم أعداد خاصة من البرنامج في الأيام والمناسبات الاستثنائية والخاصة كالأيام المفتوحة التي تخصصها القناة على طول السنة بالإضافة إلى الأعياد الدينية والوطنية.

 

* البرنامج يختبر المواطن في ثقافته الدينية، فما رأيك في هذا الأمر (معرفة المواطن لدينه)؟

** في برنامج “مصحفي” نسعى دوما إلى طرح أسئلة دينية تكون في متناول الجميع، وفي الوقت نفسه تكون مفيدة للمشاهد ليعمل بها في حياته اليومية ويثري بها ثقافته الدينية، وأحيانا نقدم أسئلة نعتقد في البداية أننا سنجد صعوبة كبيرة في العثور على أصحاب الإجابات الصحيحة، مع الإشارة إلى أن البرنامج يقدم هدايا لثلاثة مجيبين إجابات صحيحة، لكننا نتفاجأ بشباب وحتى شيوخ يعطوننا إجابات وافية ويضيفون عليها من ثقافتهم الدينية الواسعة، وأحيانا حتى أطفالا صغار من تلامذة المدارس القرآنية يشاركون بالإجابات الصحيحة على الأسئلة.

 

* جاب البرنامج عدة ولايات من الوطن، فأي الولايات كان المواطن يجيب بسرعة على الأسئلة؟

** في الحقيقة لم نجد أي فرق في ذلك بين مختلف الولايات التي زرناها، فأحيانا يجيبنا من لا نتوقع إجابته وأحيانا يخفق من نتوقع إجابته، ولكن الصورة التي بقيت عالقة في ذهني هي تلك التي طبعها أحد شيوخ ولاية أدرار، فبعدما تعبنا في الحصول على الإجابة الصحيحة في أوساط الشباب حول سؤال متعلق بشخصية الصحابي الذي كلما التقاه النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم قال له:”مرحبا بالذي عاتبني فيه ربي” وهو الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، وجدنا شيخا طاعنا في السن مفترشا الأرض في ظل جدار من طين ببلدية أولف، فاجأنا بالإجابة الصحيحة بلا تردد، مضيفا عليها القصة الكاملة للصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنه الذي نزلت فيه سورة “عبس”، وصراحة وجدنا اهتماما كبيرا من طرف المواطنين بالثقافة الدينية حتى الذين يخفقون في الإجابة الصحيحة، تجدهم مهتمين بمعرفة الإجابة الصحيحة لإثراء ثقافتهم الدينية.

 

* ما رأيك بصراحة في البرامج الرمضانية التي قدمت عبر مختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية العمومية والخاصة؟

** صراحة لا أخفي سرا إن قلت لك أنني لا أشاهد التلفاز مطلقا في شهر رمضان، انهماكي في عملي إعدادا وتقديما إضافة إلى انشغالي اليومي بشؤون البيت لا يعطيني الفرصة إطلاقا لمشاهدة التلفزيون.

كما أن هناك برنامجا أنوي متابعته بعد شهر رمضان بحول الله، يجمع العالمين الجليلين محمد راتب النابلسي وعمر عبد الكافي، والبرنامج يحمل عنوان “دينا قيما” الذي حقق نجاحا كبيرا ونسب مشاهدة عالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

* المرأة العاملة تبذل مجهودات أكبر خلال الشهر الفضيل خاصة التي تشتغل في مهنة المتاعب، كيف هو الأمر بالنسبة لك؟

** طبعا هذا متعب جدا ومثلما سبق وأن أشرت بأن عملي خارج البيت واهتمامي بأسرتي خاصة في رمضان يأخذ كل وقتي، ومع ذلك أحاول قدر المستطاع التوفيق بين العمل والبيت ولو كان ذلك على حساب راحتي، فأنا من اخترت مهنة المتاعب وعلي تحمل تبعات ذلك وكان الله في عون كل النساء العاملات.

 

* هل زوجك الإعلامي بالقناة الأولى متفهم لطبيعة عملك خاصة خلال هذا الشهر كونه إعلامي؟

** نعم، الحمد لله هو متفهم لطبيعة عملي كونه إعلامي، فهو في قلب مهنة المتاعب ويعرف كل خباياها، خاصة أوقات العمل التي لا نتحكم فيها، بل تحكمها ظروف العمل.

 

* هل من أطباق تشترطها أسرتك خلال الشهر الفضيل؟

** أكيد وبالدرجة الأولى طبق الشوربة ملك مائدة رمضان والمطلوع لا غنى عنهما يوميا، أما باقي الأطباق فيترك لي زوجي حرية الاختيار أو اختارها بمشاورته.

 

* وما هو الطبق المفضل لديك خلال هذا الشهر؟

** بالإضافة إلى شوربة الفريك بالبوراك، أعشق الأطباق التقليدية من الأكلات الجزائرية، وهذا ينطبق على كل أشهر السنة وليس في رمضان فقط.