الإسلام دين تيسير

الإسلام دين تيسير

جاءت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم مُعلنةً التيسير في كلِّ وجهٍ من وجوهها، وقد تكررت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى التيسير من خلال أحاديثه الشريفة إلى التيسير؛ بل تجد مشاهير الصحابة من المُحدِّثين يرون أحاديث التيسير؛ كجابر وأبي هريرة ومعاذ وأبي موسى وأنسٍ وعائشة رضي الله عنهم أجمعين:

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ اللَّهَ لم يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، ولا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا” رواه مسلم. فالله تعالى لم يبعث نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم لَيُضيِّق على الناس ويُدخل عليهم المشقة ولم يأمره بذلك، ولم يتكلفه هو من قِبَلِ نفسِه؛ إذاً التيسير من أبرز مقاصد ومعالم بعثته صلى الله عليه وسلم للناس. وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ، وَشَيْءٍ من الدُّلْجَةِ” رواه البخاري. والمعنى: لا يتعمَّق أحدٌ في الأعمال الدِّينية، ويترك الرِّفق إلاَّ عجز، وانقطع فيغلب.

والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لمَّا بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إلى الْيَمَنِ؛ قال لها: “يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا ولا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا ولا تَخْتَلِفَا” رواه البخاري ومسلم. وعن أَنَسٍ رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا” رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَضِيَ لِهَذِهِ الأُمَّةِ الْيُسْرَ، وَكَرِهَ لَهَا الْعُسْرَ” قَالَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ. رواه الطبراني. وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ أنها قالت: “مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بين أَمْرَيْنِ قَطُّ إلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا” رواه البخاري ومسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ” رواه أحمد. وهو الموافق لقوله تعالى: ” يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ ” البقرة: 185.