الإسراف والتبذير … الأسباب والعلاج

الإسراف والتبذير … الأسباب والعلاج

إن الإسراف والتبذير خصلتان ذميمتان، فالإسراف تجاوز الحد فيما ينبغي، أما التبذير فهو صرف الشيء فيما لا ينبغي، والملاحظ أن بعض المجتمعات الإسلامية قد بالغت في الإسراف في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمركب، وقد قال الله تعالى ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” الأعراف: 31، وقد يشمل الإسراف حتى في المشاعر المعنوية كالحب والكراهية. أما التبذير فهو إنفاق المال في غير محله، كإنفاقه في اللهو والشهوات المحرمة، وما يتبع ذلك من ارتكاب المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها، وقد وصف الله تعالى المبذرين بأقبح الصفات لشناعتها، بأنهم إخوان الشياطين، فقال تعالى ” إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا” الإسراء: 27. إن الاقتصاد والتوسط مطلب شرعي في أمور الحياة كلها، وقد أثنى الله تعالى على عباده الصالحين الذين لم يسرفوا ولم يبخلوا، فقال تعالى ” وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ” الفرقان: 67. وبدون شك أن التبذير والإسراف له تأثير سلبي على شؤون الحياة كلها؛ لأنه سيتم وضع الأمور في غير موضعها، ويتم تضييع الأموال والأوقات والجهود هباء منثوراً، على حين أنه لو تم الإنفاق بتوسط واعتدال لاستطعنا توفير مبالغ وجهود وأوقات يمكن من خلالها إنجاز أعمال ذات أهمية في مجالات أخرى تخدم المجتمع وترقى بالأمة. ومن المعلومات المعروفة عن بعض الدول المتقدمة؛ أنها شعوب تميل إلى الاقتصاد في كل شؤون حياتهم، ويضعون الأموال والأوقات في محلها بدقة متناهية، ولعل هذا سر من أسرار تقدمهم ورقيهم. ومن الأمور المهمة لضبط الإسراف والتبذير:

– تقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلن.

– التخطيط الجيد وعدم الارتجال والعشوائية في كافة الأعمال.

– المتابعة الدقيقة والمحاسبة الشديدة.

– إسهام المؤسسات التربوية في غرس القيم الإسلامية السامية في نفوس الناشئة والشباب وعامة الناس، ومنها قيمتي التوسط والاعتدال.

من موقع الالوكة الإسلامي