تشهد ولاية الجزائر منذ سنوات إختناقا مروريا رهيبا تحول إلى كابوس يؤرق السائقين والمسافرين على حد سواء، حيث أضحى المسير على مسافة بضعة كيلومترات يتطلب أزيد من ساعة.
أحصت مصالح الأمن العمومي التابعة لأمن ولاية الجزائر أزيد من 100 نقطة سوداء تؤدي إلى إختناقات مرورية تعيق السيولة والحركة المرورية عبر شبكة الطرقات بالجزائر العاصمة، حيث تم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات للتقليص من أثرها.
وأهم أسباب الإختناق المروري الذي تشهده الجزائر العاصمة الذي يرجع إلى ارتفاع حظيرة سيارات إلى ما يربو عن 1.6 مليون مركبة (ترقيم ولاية الجزائر) ومرور قرابة 500.000 سيارة يوميا عبر العاصمة مقابل عدم توسيع كافٍ لشبكة الطرقات، كما تحصي 158 محطة لنقل المسافرين و18.338 سيارة أجرة إلى جانب 5.664 متعاملا لنقل المسافرين .
كما أن الإختناق المروري مرتبط بالطبيعة الطوبوغرافية للجزائر العاصمة التي تعج بنسيج شبكة طرقات معقد مقارنة مع التي تقع بمناطق منبسطة تتيح إعتماد شبكات طرق متوازية.
وبالاضافة إلى ذلك، فإن نقص الإشارات المرورية سواء الأفقية أو العمودية واهتراء بعض الأجزاء من شبكة الطرقات بالعاصمة وكذا وضع ممهلات غير مطابقة للمعايير والمقاييس، فضلا على التوقف العشوائي للمركبات وقلة حظائر ركن المركبات والتوسع العمراني جراء عمليات الترحيل دون مراعاة خارطة تنقل المواطن من مقر السكن إلى مقر العمل، إلى جانب العجز الكبير في وسائل النقل الجماعي والمدرسي.
القضاء “قريبا”على مشكل الكثافة المرورية بفضل تجسيد مشاريع كبرى
سيتم “قريبا” القضاء على مشكل الكثافة المرورية بولاية الجزائر وذلك بفضل إنجاز عدة مشاريع كبرى ستعمل على تسهيل الحركة المرورية بالعاصمة.
وقال وزير الأشغال العمومية، فاروق شيعلي خلال رده على سؤال شفوي للنائب بالمجلس الشعبي الوطني، أحمد شريفي عن حركة مجتمع السلم، خلال جلسة علنية ترأسها رئيس المجلس، سليمان شنين، حول إعادة تأهيل الطرق البلدية والولائية بالعاصمة للقضاء على الضغط المروري، إن التأخر في إنجاز هذه المشاريع المتعلقة بإعادة تأهيل بعض الطرقات أو تحويلها إلى طرق مزدوجة راجع لعدة أسباب يأتي على رأسها ورشات المشاريع السكنية الكبرى بالعاصمة.
ويوجد من بين الأسباب التي أدت إلى تعطل مشاريع إنجاز الطرقات أو إعادة تأهيلها بالعاصمة “تلك الإجراءات المتخذة لنزع الملكية للمنفعة العامة وكذا عدم كفاية الغلاف المالي المخصص لبعض المشاريع وذلك بسبب الضائقة المالية التي تمر بها البلاد”، يوضح الوزير.
وذكر، على سبيل المثال، أن تعطل مشروع إعادة تأهيل الطريق الرابط ما بين أولاد فايت والسويدانية والبلاطو كان بسبب الورشات الكبرى للمشاريع السكنية، مضيفا أنه تم التكفل بهذا الطريق مؤقتا في انتظار استكمال المشاريع السكنية. وأضاف أن مشروع الطريق الجديد الرابط ما بين بئر خادم وخرايسية والدويرة وزرالدة الذي بلغت نسبة أشغاله 45 بالمائة قد تعطل بدوره بسبب إجراءات نزع الملكية .
التوجيه العشوائي لمكتتبي عدل ينذر بأزمة مرورية
من جهة أخرى، من المتوقع أن تشهد الجزائر خلال الفترة المقبلة أزمة مرورية خانقة أكثر من المسجلة حاليا بسبب لجوء وكالة عدل إلى التوجيه العشوائي للمكتتبين دون الأخذ بعين الاعتبار عنوان مقر العمل في التوجيه، حيث تم توجيه آلاف المكتتبين ممن يعملون في شرق العاصمة إلى مواقع تقع في أقصى غربها والعكس.
وعلى الرغم من تحرك المكتتبين، غير أن المدير العام الحالي للوكالة طارق بلعريبي رفض كل طلبات التوجيه، الأمر الذي جعل المكتتبين ينتظرون تدخل كل من الوزير الأول ووزير السكن والعمران والمدينة لإعادة النظر في عملية توجيه المكتتبين والإعتماد على عناوين مقرات العمل في التوجيه، فهل ستتحرك السلطات أسوة بوالي البليدة الذي حول أزيد من 3500 مكتتب من موقع سيدي سرحان الجبلي إلى موقع بوينان أم أن السلطات ستلتزم الصمت وتسلب المكتتبين فرحتهم بالسكن؟
رفيق.أ