الإحسان إلى اليتامى

 الإحسان إلى اليتامى

من نظر في القرآن الكريم سيجد في حديثه عن اليتامى اعتناء ملحوظًا، تمثل في عدة مظاهر، فمنها:

أولاً: أنه ذكر أن الإحسان إلى اليتامى شريعة دائمة، فهي ليست في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فحسب، بل هي كذلك فيمن قبلها، فقد أخذ الله تعالى على بني إسرائيل عهداً مؤكداً على أن يحسنوا إلى اليتامى، فقال تعالى ” وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ” البقرة: 83.

ثانيًا: أن الله تعالى أمر بصنع الأنفع لليتيم في ماله، فقال ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ” البقرة: 220.

ثالثًا: أن الله عز وجل أمر بإعطاء الأيتام شيئًا من المال على وجه الاستحباب إذا حضروا قسمة تركة لقريب لهم لا يرثون منه، فقال تعالى ” وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ” النساء: 8.

رابعًا: أن الله جعلهم من الجهات التي ينبغي صرف النفقة إليها، فقال تعالى ” يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ” البقرة: 215.

خامسًا: أن الله ذكر أن إطعام اليتيم ابتغاء وجه الله من صفات الأبرار التي نالوا بها بالجنة، فقال ” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ” الإنسان: 8.

سادسًا: أن الله تعالى بيّن أن إطعام اليتيم مما يعين على تجاوز مشقة الآخرة، فقال “يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ” البلد: 15

سابعًا: أنه أمر جل وعلا بحسن الوصاية على ماله إن كان له مال بعد أبيه؛ فنهى عن قربان ماله إلا بالحال التي تصلحه حتى يبلغ اليتيم سن البلوغ والرشد، فقال: ” وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا” الإسراء: 34.

ثامنًا: أن الله أمر بإيتاء اليتيم مالَه ونهى عن أخذه ظلمًا وبين أن أخذه حرامًا يؤدي إلى دخول النار، فقال: ” وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ” النساء: 2، وقال: ” إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ” النساء: 10.

من موقع الالوكة الإسلامي