الإحسان إلى المرأة

الإحسان إلى المرأة

في الحديث الذي أخرجه أبو داود وصححه الترمذي وابن حبان قوله عليه الصلاة والسلام “خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي”. ذلك أن المرأة ضعيفة في تكوينها وخلقتها وبيانها، ومع هذا الضعف فالنساء شقائق الرجال، لا يقوم مجتمع إلا بهن، ولا تستكمل حياة بدونهن، فالمرأة أصلك وشقك الآخر وعضدُك، ألم تولد من ذكر وأنثى؟ وهل يكون لك ولد بدون زوجة؟ أو لست تحتاج إلى من يواسيك من أخت وبنت وعمة؟. ولتحقيق العدل والإنصاف مع المرأة والإحسان إليها لا بد أن يكون نظر الرجل إليها بمرآة النبوة، وليس بهوى النفس، وضيقها، وشحها، فاستمع إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقاً رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ” رواه مسلم. وإذا علمت  ضعف المرأة علمت أنها محتاجة إلى رحمتك وشفقتك وتوددك وحنوك، وبذلك وعطائك، فعاملها بحلمك، وسعة صدرك، وصبرك، وإحسانك، وعفوك، وصفحك، وانظر إليها مبتسما، في حسن منطق، ولين جانب، وطلاقة وجه، وكن متأنيا في لومها والتثريب عليها، غاضا الطرف عن تقصيرها، معالجا خطأها بالرفق والحكمة،  كما هو سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم، فقد كان يقبل ابنته، ويتلطف مع زوجه، ويصل صواحبها، وإذا كان في بيته كان في مهنة أهله، وكانت الأَمَةُ مِنْ إمَاءِ المَدينَةِ َتأْخُذُ بِيَدِه صلى الله عليه وسلم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءتْ، وكان يعظ النساء ويذكرهن، ويسلم عليهن، ويزورهن في بيوتهن، ويقبل هداياهن، ويقيل عندهن، ولا يتبرم من سؤالهن، ويراعي حالاتهن النفسية، ومن ذلك: أنه  كان عند بعض نسائه، فأرسلَتْ إِليه إِحدى أُمهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام، فَضَرَبتِ التي هو في بيتها يَدَ الخادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحفَةُ، فانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فِلَق الصَّحفَةِ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول ” غَارتْ أُمُّكم، غارتْ أُمُّكم”، ثم حبس الخادم، حتى أُتيَ بِصَحفَة من عند التي هو في بيتها، فدفعها إِلى التي كُسِرَتْ صَحْفَتُها، وأمسك المكسورة في بَيْتِ التي كَسَرَتْها” أخرجه البخاري. وليس فيها الحرمان، والقسوة، والقهر، والظلم، والإهانة، فبأي دين صنعوا هذا؟! وبأي لغة فهموا التنزيل؟ ألا يخشون الله في هذه المرأة الضعيفة؟

 

موقع إسلام أون لاين