الأُمَّـة المحمدية

 الأُمَّـة المحمدية

 

شرَّف الله تعالى هذه الأمة ورفع ذكرها، واصطفاها على غيرها، فجعلها خير الأمم وأكرمها عليه؛ قال تعالى: ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ” آل عمران:110. وأخرج الإمام أحمد عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُعطيتُ ما لم يُعَط َأحدٌ من الأنبياء، نُصرت بالرعب، وأُعطيت مفاتيحَ الأرض، وسُميت أحمدَ، وجُعِلَ الترابُ لي طهورًا، وجُعلت أمتي خَيْرَ الأُممِ”؛ وفي رواية عند البزار من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فضلتُ على الأنبياء بست لم يُعْطهنَّ أحدٌ كان قبلي” وفي الحديث: “وجُعِلتْ أمتي خيرَ الأممِ”. وأخرج الإمام أحمد والترمذي عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنكم تُتمون سبعين أُمَّة، أنتم خيرها وأكرمها على الله”. والأُمَّـة المحمدية أُمَّـة مَهْـدِيَّـة يهديها الله تعالى للحق، ولما فيه صلاحها وفلاحها، ولذلك اليهود يحسدوننا على هذا الفضل العظيم الذي أعطاه لنا الرب الكريم سبحانه؛ فقد أخرج البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بَيْدَ أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فُرِضَ عليهم فاختلفوا فيه؛ فهدانا الله إليه، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا والنصارى بعد غد”. وفي رواية عند الإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها، وضلُّوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا اللهُ لها، وضلُّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين”. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: “اختلفوا في يوم الجمعة، فاتخذ اليهود يوم السبت، والنصارى يوم الأحد، فهدى الله أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم ليوم الجمعة، واختلفوا في القبلة، فاستقبلت النصارى المشرق، واليهود بيت المقدس، فهدى الله أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم لاستقبال البيت الحرام، وهو أول بيت وضعه للناس، قال تعالى: ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ” آل عمران:96.