أبدى عشاق الفن الرابع بعزابة في اليوم الرابع من الأيام الوطنية للمسرح “عز الدين مجوبي” عدم رضاهم على العرض المسرحي “اغتراب” لجمعية اشراق للفنون المسرحية لمدينة سيدي خالد بسكرة. العرض كان باهتا
ولا يتوفر على عناصر الفرجة المسرحية، حتى السينوغرافيا لم تعط أي إضافة للعمل، حيث وضع كرسي وإطار معلق ودمية ملقاة على الخشبة وكومة من الأوراق يتم حرقها بعد نهاية العرض ومعها تتبخر أحلام الشباب.
وتم التعبير عن الهجرة وحرڤة الشباب عبر قوارب الموت بإشعال النار في بقايا الورق، وهو الأمر الذي جعل الجمهور لا يفهم الرسالة التي تحملها المسرحية والتي تتطلب من المخرج إعادة الإشتغال عليها لصناعة عرض متميز تتوفر فيه مقاييس دخول المنافسة.
في المقابل، تدافع الجمهور لمشاهدة مونولوج “العساس” خارج المنافسة وتسبب ذلك في فوضى عارمة أدت إلى إصابة طفل صغير بجروح طفيفة، ما استدعى تدخل أعوان الأمن لتهدئة الوضع واحتواء المناوشات التي حدثت بين بعض المتفرجين.
ووجد المنظمون صعوبة في إيجاد مكان لعشاق الخشبة، حيث تم تنصيب شاشة كبيرة في بهو دار الشباب لمتابعة العروض المبرمجة خلال هذه الأيام المسرحية التي لقت نجاحا كبيرا.
وأجمع الجمهور العزابي على ضرورة استمرار مثل هذه التظاهرات الثقافية لإنعاش الحركة المسرحية بالمدينة.
ومونولوج “العساس”، أخرجه الممثل عنتر هلال وبطله الفنان القدير صابر عياش من قسنطينة الذي تحدى إعاقته وتحرك بأريحية فوق الخشبة، أين قدم محطات أضحكت الجمهور وأخرى أبكته.
وقد نجح الممثل في أداء الدور بامتياز، حيث أبرز الظلم الذي تتعرض له فئة المعوقين من طرف المجتمع الجزائري وعرج على كل المشاكل اليومية التي تقف كحاجز أمام هذا المعوق، ليؤكد أن الإعاقة الحقيقية في الفكر لما يكون غير مستقيم وليس في الجسد، ليحمل رسالة للمعوقين مفادها ضرورة التحلي بالصبر والبحث عن فضاءات للإبداع والتمثيل بعيدا عن الألم والحقرة.