الأيام المباركات

الأيام المباركات

قال الله تعالى ” وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ” الفجر: 1، 2، وقد أقسم الله جل جلاله بها كما هو مشهور عند أهل العلم؛ لشـرفها وفضلها الذي انفردت به عن غيرها من بقية أيام العام؛ وصحَّ في بيان فضل هذه الأيام ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيامٍ أعظم عند الله سبحانه، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشـر، فأكثِروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” رواه الطبراني، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام – يعني: أيام العشـر – قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء” رواه أبو داود، وصححه الألباني.

إن هذه الأيام الفضليات أيامٌ قليلٌ عددها، عظيم شأنها، سـريع انقضاؤها، وهـي مناسبة سنوية عظيمة لا تتكرر في العام إلا مرة واحدة؛ ولذلك فإن من الواجب على كل مسلم أن يستقبلها بالبِشْرِ والفرح والسـرور، وأن يحرص على استثمارها بكل ما يستطيع فيما شـرع الله سبحانه لعباده من العبادات والطاعات، والقربات القولية والفعلية؛ كصوم التطوع، وصلاة النافلة، والصدقة، والانشغال بالذكر، والتلاوة، والسعـي في قضاء الحوائج، وإصلاح ذات البَيْنِ، والأمر بالمعروف، والنهـي عن المنكر، إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة بأي صورة مشـروعة ممكنة. ولنتذكَّر ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من عمل أزكـى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشـر الأضحـى، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشـيء” رواه الدارمـي. والمقصود أن من هديِ النبوة المبارك أن يحرصَ المسلم في هذا الموسم العظيم للطاعات والقربات على الاستكثار من صور العمل الصالح الذي شـرعه الله تعالى في هذه الأيام؛ حتى يكون ذلك كسبًا ورصيدًا مدخرًا له عند الله سبحانه وتعالى في يوم لا ينفع فيه إلا العمل الصالح المقبول، ويأتي من صور العمل الصالح الإكثارُ من الدعاء للنفس وللوالدين، والأهل والذرية، فإن الدعاء عبادة عظيمة يُستجلَب به الخير ويُستدفَع به البلاء.