أثار قرار أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة باستبعاد الفيلم النيجيرى “Lionheart” للمخرجة جينيفيف نناجي، من القائمة الطويلة لفئة الأفلام الدولية بجوائز الأوسكار 2020، الكثير من الاستهجان والغضب في الأوساط السينمائية ودوائر النقاد المختلفة، واصفين إياه بالمجحف في حق السينما الإفريقية والنيجيرية على وجه خاص.
أوضحت الأكاديمية، التي قامت بتغيير اسم فئة الأفلام الأجنبية إلى الأفلام الدولية هذا العام، أن الفيلم النيجيري اخترق القواعد والشروط الحاكمة لهذه الفئة والتي تنص على اعتماد لغة العمل على أخرى غير الإنجليزية، وهو ما لم يدركه صناع الفيلم أثناء تقديم المشروع للمنافسة على هذه الجائزة العريقة ما جعل الفيلم غير مؤهل للترشيح.
وقد أشارت تقارير أجنبية عديدة إلى أن المنطق الذي تعاملت به الأكاديمية مع الفيلم يرسخ لفكرة أن النيجيريين لا يزالون غير مألوفين بالنسبة لها. فدائمًا ما تتعامل هوليوود مع الثقافة الإفريقية بالكثير من الاستخفاف والتساهل، ففي عام 2015 قدم النجم ويل سميث شخصية طبيب نيجيري يُدعى “بينيت أومالو” في فيلم بعنوان “Concussion”، وسببت مبالغته في استخدام اللهجة الإفريقية الكثير من السخرية وقتها، وهو ما يؤكد وجود بعض أوجه القصور لدى هوليوود في الفهم والتعامل مع اللهجات.
من جانبه، قال لاري كاراسوفسكي الرئيس المشارك للجنة اختيار الأفلام الدولية، إن الموقف احتوى على القليل من الجدل والكثير من سوء الفهم. وأوضح في تصريحات لموقع “إندي وير” الأمريكي: “أنه على الرغم من التغيير في اسم الفئة إلا أن القواعد المنظمة تظل كما هي. يجب أن يكون الفيلم بلغة أخرى غير الإنجليزية، ويحتوي Lionheart الذي تبلغ مدته ٥٩ دقيقة، على 11 دقيقة فقط عبارة عن حوار بلغة “الإيبو”.
واختتم أنه لا توجد نوايا سيئة من أي الجانبين ويتطلعون إلى أن تكون البلد جزءًا من العملية. وحثت لجنة الاختيار النيجيرية صانعي الأفلام المحليين على تقديم أفلام روائية بغير الإنجليزية للمضي قدمًا نحو تمثيل البلد في الجائزة الأكثر شهرة.
وعلى الرغم من أن السينما النيجيرية (نوليوود) تعتبر واحدة من أفضل الصناعات السينمائية في العالم، إلا أنها لم تشهد ازدهارًا حقيقيًا إلا في الستينيات، عندما أدرك رواد السينما النيجيريون أمثال المخرج أولا بالوجن، في حقبة ما بعد الاستعمار أن بلده تتمتع بثقافة وتقاليد غنية، وأنهم كانوا ينظرون إلى الخارج – نحو هوليوود – لمجرد الترفيه فقط.
ولطالما كانت نيجيريا تنبض بقصصها الخاصة. فإلى جانب “بالوجن”، أصبح هوبيرت أوجندي وجاب أدو وموسيس أولايا، الجيل الأول من المخرجين النيجيريين، مما وضع الأساس لصناعة توسعت لاحقًا خلال فترة التسعينيات.
وبدأت نناجي، وهي إحدى رائدات السينما الإفريقية، مسيرتها الفنية في المسلسلات التليفزيونية والإعلانات التجارية، ثم انتقلت إلى السينما كممثلة إلى أن أصبحت منتجة ومخرجة. ويُعد فيلمها الروائي الأول “Lionheart” أول تجربة إخراجية تخوضها بجانب كونه أول فيلم روائي طويل يمثل نيجيريا في جوائز الأوسكار.. ويتبع الفيلم قصة أديز أوبياجو، وهي سيدة أعمال ذكية تحاول يائسة إنقاذ شركة والدها في أعقاب مرضه، وسط صناعة يهيمن عليها الذكور.
ق/ث