“الأميرة والبهلواني”.. جديد الصغيرة لينة فرناش

elmaouid

بعد الإصدار الأول للطفلة لينة فرناش ذات التسع سنوات بعنوان “لينة وزهرة الياسمين” الذي عالجت فيه بكل عفوية الأطفال وبراءتها الجميلة ثقافة بيئية وهي ثقافة قطف الأزهار وما يسببه للطفل خصوصا، قصة لينة هي

قصة كتبها طفل للطفل .. بأفكار بسيطة سلسة جميلة ومفهومة.

وتعد أعمال لينة فرناش أصغر كاتبة للطفل بالجزائر تحس فيها مسحة البراءة المطلقة، وهذا هو الإحساس الذي تحسه وأنت تقرأها يدل على ما لا يدع مجالا للشك أن عملها عمل طفلة صغيرة خالص.. أما الإصدار الجديد ويعد الثاني للكاتبة الطفلة لينة فرناش يحمل عنوان “الأميرة والبهلواني”.

وتحكي القصة في مضمونها عن الطفلة لينة التي تَعِيشُ مَعً عَائِلَتِهَا الصَّغِيرَةٍ فِي مَنْزِلٍ جَمِيلٍ، أَحَبَّتٍ التَّمْثِيلَ وَتَعَلَّقَتْ بِهِ مُنْذُ دُخُولِهَا الْمَدْرَسَة، وَقَدْ اكْتَشَفَ فِيهَا مُعَلِّمَهَا هَذَهَ الْمَوْهِبَةَ فَاخْتَارَهَا لِتَمْثِيلِ دَوْرِ الأَمِيرَةِ فِي مَسْرَحِيَّةٍ بِعُنْوَانِ: الأَمِيرُ وَالأَمِيرَةُ، فَرِحَتْ لِينَة بِذَلِكَ فَرَحًا كَبِيرًا لأنَّهَا سَتَرْتَدِي فُسْتَانَ الأَمِيرَةِ.

وَفِي يَوْمِ الْعَرْضِ لَبِسَتْ لِينَة الْفُسْتَانَ فَبَدَتْ بِهِ جَمِيلَةً جِدًّا وَاهْتَمَّتْ بِذَلِكَ كَثِيرًا حَتَّى نَسِيَتْ مُعْظَمَ الْكَلِمَاتِ الّتِي سَتُرَدّدُها فِي الْمَسْرَحِيّةِ، فَاسْتَبْدَلَهَا الْمُشْرِفُ بِتِلْمِيذَةٍ أُخْرَى كَانَتْ فِي الاحْتِيَاطِ.

انْصَرَفَتْ لِينَة إِلَى الْبَيْتِ حَزِينَةً بَاكِيَّةً فَاقِدَةُ الثِّقَةَ بْنَفْسِهَا لِفَشَلِهَا فِي اسْتِغْلالٍ فُرْصَتِهَا، لَكِنَّ وَالِدَيْهَا هَدّآ مِنْ رَوْعِهَا وَوَعَدَاهَا بِالْخُرُوجِ مِنْ هَذِهِ الأزْمَةِ.

اتَّصَلَ وَالِدُ لِينَةَ بِالْمُعَلِّمِ الْمُشْرِفِ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَمْنَحَ لِينَةَ فُرْصَةً ثَانِيَّةً، قَبِلَ الْمُشْرِفُ الطَّلَبَ وَاسْنَدَ لَهَا هَذِهِ الْمَرّةَ دَوْرَ الْبَهْلَوَانِي فِي مَسْرَحِيَّةٍ جَدِيدَةِ، فَسَاعَدَتْهَا وَالِدَتُهَا عَلَى حَفْظِ الدُّورِ جَيِّدًا.

بَدَأَ الْحَفْلُ وَشَرَعَتْ لِينَةُ فِي أَدَاءِ دَوْرِ الْبَهْلَوَانِي وَقَدْ نَجَحَتْ فِيهِ نَجَاحًا كَبِيرًا أَبْهَرَتْ بِهِ الَجُمْهُورَ الذِي صَفَّقَ لَهَا طَوِيلاً. وَهَكَذَا فَرِحَتْ لِينَةُ بِهَذَا النَّجَاحِ فَشَكَرَتْ مُعَلِّمَهَا وَوَالِدَيْهَا عَلَى مُسَاعَدَتِهٍمْ لَهَا وَحَمَدَاِ اللّهَ عَلَى أَنْ وَفَّقَهَا فِي الْفُرْصَةِ الثَّانِيَّةِ.

بعد قراءة هذا النص القصصي يظهر لنا جليا أن البطلة لينة هي انعكاس لحياة لينة الكاتبة، وهي وحسب سنها الصغير تعتبر أصغر كاتبة في الجزائر تحاول ملامسة الواقع، فكاتبة مثل لينة تحاول أن تقترب شيئا فشيئا من الطفل، حيث أن لينة المؤلفة تحاول ملامسة واقع الطفل الآخر، فبطلة القصص تحاول أن تمثل دورا في مسرحية ونظرا لأنها كانت غير مبالية بعملها نسيت لينة الدور المسند لها… وعادت إلى البيت تجري لأنها أحست أنها ارتكبت خطأ جسيما، وبعد تدخل الوالدين مع المعلمة أسند لها دور البهلوان، الذي مثلته بعفوية حقيقية… هذا هو عمل الطفل للطفل مقارنة بكتابات الكبار،،، فشتان بين إبداعات الأطفال على براءتهم وعفويتهم وبين كتابة الكبار الموجهة ولكم أن تقارنوا…!!

أخيرا أعمال لينة جديرة بالقراءة وهي إضافة إلى المكتبة الوطنية وخاصة في الكتابة الموجهة للطفل التي هي قليلة على مستوى الجزائر خاصة، نتمنى أن تكون أعمال لينة فرناش البداية التي تعطي انطلاقة لثقافة جديدة وتصبح مكاتبنا عامرة بأعمال جزائرية 100/100.