الأمواج تلفظ السردين نحو الشواطئ والاتهامات تطال الصيادين

الأمواج تلفظ السردين نحو الشواطئ والاتهامات تطال الصيادين

أعقبت ظاهرة نفوق أسماك السردين و انتشارها على عدة سواحل على رأسها سواحل العاصمة، جملة من ردود الأفعال التي لم يسلم منها الصياد الذي اتهمه الكثيرون بإلقاء كميات كبيرة منه بعرض البحر، لتجنب تسجيل فائض فيه، وبالتالي انخفاض أسعاره التي تكاد تلامس سقف الـ 1000 دج، في حين يرى آخرون أن الصيد العشوائي عن طريق الديناميت تسبّب بشكل كبير في الإضرار بهذه الثروة السمكية التي تفر نحو السواحل هربا من ترددات المتفجرات، ليظهر طرف ثالث وهم المختصون الذين قدروا كتحليل أولي أن الظاهرة ليست إلا فرارا من الأسماك المفترسة التي غادرت منطقة العمق نحو آفاق أخرى ضمن رحلاتها الطبيعية الموسمية.

يستغرب كثيرون لظاهرة انتشار أسماك السردين الصغيرة التي يقل حجمها عن 11 سم في عدة شواطئ، محمّلين المسؤولية في ذلك إلى عدد من الصيادين الذين لا يحترمون قوانين الصيد ولا يخضعون لقانون العرض والطلب، متدخلين في النمو البيولوجي الطبيعي لهذه الأسماك والتأثير على مواسم تكاثرها، بل والتسبب في نفوقها بسبب الاستعمال المفرط للديناميت الذي يفجرونه في عرض البحر لإجبار الأسماك على التوجه إلى السطح ومنهم من يتورط في رمي كميات كبيرة منه في حال تسجيل وفرة في الصيد لمنع انخفاض أسعاره التي تحافظ على قيمتها حتى خلال هذا الشهر الفضيل وتتراوح بين 700 دج إلى 900 دج، مطالبين السلطات بضرورة التدخل ومنع هؤلاء من فرض منطقهم سيما وأن الأسماك كانت فيما مضى وجبة البسطاء الذين يعجزون عن اقتناء اللحوم قبل أن تتحول إلى غذاء بعيد المنال.

وحسب المختصين، فإن كثيرا من الاحتمالات واردة في هذا الشأن إلى حين التحقيق فيها، وأكثرها قربا إلى الحقيقة هو هروب هذه الأسماك الصغيرة من ملاحقات الأسماك المفترسة كذئب البحر والهجمات الموسمية للتونة والدلافين التي تقترب هذه الأيام من الشواطئ، وقد شوهدت قبل أيام في سواحل دلس، أما التونة فهو موعد مرورها من حوض البحر الأبيض المتوسط مغادرة المنطقة العميقة القريبة من إيطاليا.

إسراء. أ