الأمن في الإسلام

الأمن في الإسلام

إن من أجل نعم الله على العباد، نعمةَ الأمن والأمان، والطمأنينة والاستقرار، ففي الحديث: “من أصبح منكم معافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”. ابن ماجه. الأمن معنى شامل ينتظم كثيراً من جوانب الحياة الإنسانية؛ الفكرية والنفسية والصحية، والاقتصادية والاجتماعية. حيث دعا إبراهيم ربه فقال ” رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ” البقرة: 126. فقدم الأمن على الرزق لأولويته، ومسيس الحاجة إليه. وامتن الله على أهل مكة بنعمة الأمن فقال ” أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ” العنكبوت: 67. في ظلال الأمان تستقر الحياة، ويأمن الناس على دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم. الأمن أساس ازدهار الحضارات، وتقدم الأمم ورقي المجتمعات. الأمن من أهم الضرورات الإنسانية، وأكبر المقاصد الشرعية. وعنوان الإسلام السلام والأمان، يقول تعالى ” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ” آل عمران: 19. وشعار المسلمين بينهم السلام، ففي الحديث: “أفشوا السلام بينكم” مسلم. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دينهم وأموالهم” البخاري ومسلم. وحرام في دين الإسلام أن يروع المسلم غيره بأي وسيلة كانت، جداً أو هزلاً، ففي الحديث: “لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً” أبو داود والترمذي. والإسلام في عظمته وسموه، يحفظ الأمن لجميع الناس، مسلمين وغير مسلمين، يقول تعالى ” لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” الممتحنة: 8. لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح منح أهلها الأمان، إذ خاطبهم فقال “ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن” مسلم. بل حفظ الإسلام الأمن حتى للحيوان البهيم، ففي الحديث “دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض” البخاري ومسلم.

 

موقع إسلام أون لاين