الأمم المتحدة تقود جولة المفاوضات الجديدة مع صمود اتفاق “تخفيف التصعيد”… جنيف تسابق آستانا في تحريك عجلة الحل السوري

elmaouid

 تنطلق هذا الثلاثاء جولة جديدة من مفاوضات السلام حول سوريا في جنيف، تطغى عليها الى حد كبير محادثات استانا،  فبعد ست سنوات من الحرب المدمرة التي تسببت بمقتل اكثر من 320 الف شخص، تُبذل الجهود

السياسية لتسوية النزاع السوري حالياً في سياق مسارين احدهما في استانا بكزاخستان وثانيهما بجنيف السويسرية .

 

وتشهد أستانا منذ يناير جولات محادثات موازية برعاية روسيا وايران حليفتي الرئيس السوري بشار الاسد وتركيا الداعمة للمعارضة.ويرى محللون ان الامم المتحدة تبدو وكأنها في سباق مع محادثات أستانا التي تشهد زخما أكبر، خصوصاً بعد توقيع مذكرة في الرابع من الشهر الحالي تقضي بإنشاء أربع مناطق لـ”تخفيف التصعيد” في الجبهات الاكثر عنفا في سوريا، وقد وضع الاتفاق موضع التطبيق.ومنذ بدء سريان الاتفاق قبل اسبوع، تراجعت وتيرة القتال في مناطق عدة. ولكن في دمشق التي لا يشملها الاتفاق، تمكنت الحكومة السورية من تنفيذ اتفاقات إخلاء ثلاثة أحياء كانت تحت سيطرة المعارضة، لتقترب بذلك من السيطرة شبه الكاملة على العاصمة للمرة الاولى منذ العام 2012.وفي السياق قال المبعوث الأممى إلى سوريا، ستيفان دى ميستورا الاثنين، إنه لولا اجتماع أستانة لما رأينا جنيف 6، مشددا على أهمية الالتزام بوثيقة أستانة للتهدئة التى قدمتها موسكو، والتى تنص على إنشاء مناطق منخفضة التوتر، تحت ضمانة كل من (روسيا وإيران وتركيا) .وأضاف دى مستورا أن التحضيرات اللوجستية لجولة جنيف تركز على الوصول إلى نقاط عملية، مشيرا إلى وجود اختلافات مهمة بين الأطراف، وأن الوضع الميدانى يؤثر على محادثات جنيف، لافتا فى الوقت ذاته إلى أن هناك جولة جديدة من المفاوضات خلال شهر رمضان..وكان قد اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان مفاوضات جنيف “مجرد لقاء إعلامي”، مضيفا “لا يوجد أي شيء حقيقي في كل لقاءات جنيف السابقة “.وفي ما يتعلق بمحادثات استانا، قال الاسد “الوضع مختلف. تلك المحادثات بدأت تعطي نتائج من خلال أكثر من محاولة لوقف إطلاق النار، آخرها ما سمي مناطق تخفيف التصعيد أو تخفيف الأعمال القتالية”.واتسمت الجهود الدبلوماسية لتسوية النزاع السوري في الاشهر الاخيرة بغياب تام للدور الاميركي في عهد الرئيس دونالد ترامب.من جهتها دعت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موجيرينى امس الاثنين، كافة أطراف النزاع فى سوريا، كخطوة أولى على طريق الخروج من الأزمة، إلى تنفيذ الاتفاقات الهادفة لإنهاء القتال.وقالت موجيرينى قبيل جلسة مجلس الاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية “على السوريين تخفيف التوتر والتصعيد”.ميدانيا  يوشك النظام السوري على بسط سيطرته على كل أحياء دمشق بعد ست سنوات من النزاع الدامي الذي ألحق دمارا كبيرا بالمناطق الواقعة على أطراف العاصمة وتسبب بحركة نزوح كبيرة.ومنيت الفصائل المعارضة في الأيام الأخيرة بعد إجلاء مقاتليها من أحياء برزة والقابون وتشرين ، أبرز معاقل المعارضة  في دمشق، بخسارة ميدانية كبرى تضاف إلى سلسلة إخفاقات ميدانية.