فضحت الأمطار الأخيرة أداء المسؤولين والقائمين على محطة الحافلات على مستوى بلدية هراوة الواقعة شرق العاصمة التي تتحول في كل مرة إلى برك ومستنقعات، وكشفت عمق المعاناة التي يقاسيها السكان في
ظل تجاهل انشغالاتهم المرفوعة في هذا الاتجاه ومعها وضعية الطرقات التي لم تستفد من أي تهيئة رغم الشكاوى المتكررة، وبين هذا وذاك يواجه هؤلاء السكان خطر الاعتداءات التي يوقعها صناع الخوف ممن يستغل النقائص المفروضة على السكان من قلة وسائل النقل لاستهداف ضحاياهم خاصة في الأوقات المتأخرة وقبل حلول الليل بقليل، محولين حياة قاطني البلدية إلى جحيم.
انعكست النقائص الموجودة على مستوى بلدية هراوة سلبا على السكان الذين يواجهون مختلف أشكال الأخطار ابتداء بمحطة الحافلات التي تغيب فيها الكراسي والواقيات، ناهيك عن صغر مساحتها، الأمر الذي يشكل فوضى وعرقلة كبيرة بالنسبة للمواطنين والناقلين على حد سواء، فأرضيتها تشهد حالة كارثية، والاهتراء بها في تصاعد مستمر، الأمر الذي يجبر أصحاب الحافلات في كل مرة على التوقف العشوائي في أي مكان دون أدنى تنظيم، في حين يرى هؤلاء أنهم مجبرون على مثل هذه السلوكات معربين عن امتعاضهم الشديد من الوسط الذي يشتغلون فيه من انعدام لأدنى الظروف اللازمة، والسبب في ذلك غياب دور المسؤولين في المحطة البرية للحافلات، الأمر الذي يتحول في كل مرة إلى فوضى عارمة.
وحسب تصريحات السكان، فإن تفاقم تدهور الحالة وبصفة يومية أفقدهم متعة الحياة، أين تشهد أرضية الموقف اهتراء متواصلا خاصة في الأيام الممطرة، أين تتحول أرضيتها إلى برك لتجمع المياه والأوحال واستمرارها لأيام عدة، الأمر الذي يشكل صعوبة كبيرة سواء لأصحاب الحافلات أو حتى بالنسبة للمواطنين.
في سياق آخر، تعرف طرقات البلدية حالة متقدمة من الاهتراء على غرار طرقات أحياء عين الكحلة والبياضة والبريدية، ما يساهم في عديد المرات في عرقلة سير المركبات وخروج الشاحنات، إذ تمتلئ بمختلف الحفر والمطبات التي تتجمع فيها مياه الأمطار، وما زاد الطين بلّة تراكم الأوحال التي تسببت في مشاكل للقاطنين، خاصة أصحاب المركبات الذين يدفعون مصاريف باهظة لإصلاحها.
وأعرب السكان في ظل هذه الظروف عن امتعاضهم، داعين السلطات إلى التحرك خاصة وأن هذه المشاكل قد عززت من تواجد قطاع الطرق الذين لا يتوانون في خلق جو من الخوف، إذ لا يزال مشكل غياب الأمن بمختلف أحياء المنطقة يهدد حياة القاطنين، وأمام هذا الوضع أبدى القاطنون بالمنطقة خاصة منهم التلاميذ الذين يتنقلون بصفة مستمرة عبر تلك الأحياء على غرار حيي البريدية وعين الكحلة وغيرها من الأحياء المجاورة خوفهم من خطر الاعتداءات التي أصبحت تشكل خطرا على تنقلهم أو وقوفهم أمام محطات الحافلات التي أصبحت مصدر تجارة ورزق من طرف بعض المنحرفين الذين يحترفون السرقة.