وجهان لعملة واحدة

الأمراض المزمنة وحالات القلق والاكتئاب.. يظهران في ذات الوقت

الأمراض المزمنة وحالات القلق والاكتئاب.. يظهران في ذات الوقت

كشفت بعض الدراسات عن تزامن ظهور أعراض الأمراض المزمنة وحالات التوتر والقلق، حيث وجدت أن مرضى النوع الثاني من داء السكري، عرضة للإصابة بالاكتئاب بمعدل الضعف عن غيرهم، ما يجعلهم يجدون صعوبة في العناية بالذات.

كما يرتبط المرض العقلي لدى المصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن بحدوث مضاعفات سريرية خطيرة، بينما يعاني نحو 50 في المائة من مرضى السرطان من الاكتئاب والقلق، في الوقت الذي قد تُحسّن معالجة أعراض الاكتئاب عند مرضى السرطان مدد بقائهم على قيد الحياة.

وبصورة مشابهة، يصل خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى مرضى الاكتئاب أكثر من مثلي النسبة لدى المرضى العاديين، علاوة على ذلك، يزيد الاكتئاب خطر الموت عند المصابين بمرض قلبي، فيما أكدت نتائج الأبحاث السريرية إضافة لما سبق أن معالجة أعراض الاكتئاب بعد التعرض لنوبة قلبية تخفض معدلات الوفيات.

 

الاكتئاب.. أكثر الاضطرابات النفسية حدوثا

يقول الأطباء إن مرض الاكتئاب هو اضطراب نفسي وعقلي شائع يتميز بميل المريض إلى الحزن واللامبالاة وفقدان الاهتمام، والشعور بالذنب مصحوبا بفقدان التركيز ونقص الشهية والأرق والشعور بالإرهاق.

هذا، ويُعد الاكتئاب واحدا من أهم الاضطرابات النفسية التي تعاني منها البشرية في العصر الحالي. وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 350 مليون شخص حول العالم يعانون من مرض الاكتئاب الذي يتوقع أن يتحول إلى السبب الأول للإصابة بالكثير من الأمراض والإعاقة بحلول عام 2030.

 

آلام جسدية ونفسية

تشير التقديرات العالمية إلى أنّ ربع سكان العالم سيصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم، وتتسبب تلك الأمراض في حدوث عدد كبير من الوفيات وحالات العجز، وهي تمثّل 8.8 في المائة و16.6 في المائة من عبء المرض الإجمالي الناجم عن الاعتلالات الصحية في البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل، على التوالي.

ويشير المختصون، إلى أن نتائج إحدى الدراسات العالمية تؤكد على أن أعراض القلق والاكتئاب تسبق الإحساس بالألم الجسدي لدى 3 من كل 4 مرضى، وأن الاكتئاب والقلق يزيدان من تعقيد الألم العضوي وصعوبته، وعليه فعلاقة الاكتئاب والقلق بالشعور البدني بالألم مؤكدة.

 

مستجدات علاج الاكتئاب

وخلص الأطباء إلى أن المفاضلة بين استخدام مضادات الاكتئاب المختلفة يعتمد في المقام الأول على تقليل الآثار الجانبية المتوقعة وعنصر الأمان الذي يتمتع به الدواء ومدى تحمل المرضى لمثل هذه الأعراض الجانبية، بالإضافة إلى التأثير العلاجي لهذه الأدوية وعدم تعارضها مع أي أدوية أخرى يتناولها المريض.

ودعا القائمون على الدراسة الأطباء إلى توخي وصف العلاج الدوائي المناسب لكل حالة على حده، مطالبين المرضى وذويهم بعدم الخجل من زيارة الطبيب النفسي والخروج من دائرة المعاناة في صمت، وشددوا في الختام على أهمية الاسترشاد والعمل بالقواعد الإرشادية العالمية في تشخيص المرض وتحديد العلاج المناسب بشكل دقيق، مؤكدين أن ذلك ولا شك سيساعد الأطباء في تقديم أفضل مستوى ممكن من الرعاية الصحية للمرضى.

 

ق. م