الأعمال الكوميدية لرمضان 2018… نجوم فشلوا في إضحاك الجمهور والترفيه عنه.. “دقيوس ومقيوس” و”باب الدشرة” ينقذان الموقف

elmaouid

عرضت، خلال شهر رمضان الفارط، عبر مختلف القنوات التلفزيونية العمومية والخاصة، العديد من الأعمال الكوميدية، ركز أصحابها على توظيف أبرز نجوم الكوميديا في الجزائر لاستقطاب نسبة مشاهدة كبيرة، لكن

للأسف لم تلبِ هذه الأعمال رغبة الجمهور ولم تضحكه ولم ترفّه عنه خلافا للزمن السابق، حيث كان الفنان الكوميدي عندما يشارك في أي عمل يتلقى الإشادة الواسعة والكبيرة من طرف الجمهور على إبداعه التمثيلي.

ولازال الجمهور يتذكر الأعمال الكوميدية القديمة ولا يمل من متابعتها وتكرار مشاهدتها مرات عديدة، وتقودنا الذاكرة في هذا الإطار إلى زمن الفن الجميل بأعمال خالدة شاركت فيها الراحلة وردية حمطوش، رويشد، المفتش الطاهر، يحيى بن مبروك(لابرانتي) وحسان الحسني وغيرهم رحمهم الله جميعا.

ثم جاء جيل آخر بعد هؤلاء العمالقة الذين أبدعوا وأدخلوا الفرحة في نفوس كل من تابع أعمالهم الفنية، حاولوا مواصلة مسيرة القدامى، لكن الأمر لم يعد كذلك في السنوات الأخيرة، حيث لم تعد الأعمال الكوميدية ترضي وتستهوي الجماهير، وفي كل مرة تتعرض للانتقادات من طرف المشاهد.

وخلال رمضان هذا العام برمجت عدة أعمال كوميدية فشلت في شد المشاهد إليها رغم أنها ضمت نجوما في مجال الكوميديا، ما عدا العمل الفني “دقيوس ومقيوس” الذي شارك فيه كل من نبيل عسلي ونسيم حدوش، و”باب الدشرة” الذي تقاسم بطولته عدة أسماء معروفة على غرار بيونة، عمر تايري وصبرينة مراكشي………

وعن تراجع الأعمال الفنية الكوميدية في الجزائر مقارنة بتلك التي قدمت في السابق، تحدث بعض الكوميديين لـ “الموعد اليومي” في هذا الموضوع.

 

جمال بوناب

الفنان غير مسؤول على هذا التردي

 

بالنسبة للفنان جمال بوناب، فإن الممثل يجسد الدور الذي يقترح عليه ويحاول أن يبدع فيه، سواء كان هذا الدور دراميا أو كوميديا، وإذا كان السيناريو في المستوى، أكيد الممثل يبدع فيه، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن نحاسب الفنان الذي وفي عديد من الأحيان يعمل على تقديم إضافات من عنده لإعطاء قوة للعمل الفني،

لكن الارتجال لا يصلح في كل مرة، وفي أحيان كثيرة هذه الأعمال لا تصل إلى قلب المشاهد لأنها لم تقدم بطريقة احترافية، وهذا ما أدى إلى تراجع الأعمال الكوميدية في الجزائر خاصة في السنوات الأخيرة.

 

عتيقة طوبال

ما يقدم حاليا ليس كوميديا بل هو تهريج وتجريح

 

وقالت الفنانة عقيلة طوبال في الزمن السابق كان الفنان يحرص على تقديم شخصيات بعيدة كل البعد عن الواقع، وما يؤسف له في هذا الشأن وخاصة في السنوات الأخيرة أن أغلب الفنانين يقدمون أدوارا يشتمون ويستهزئون فيها برموز الدولة الجزائرية، ولا يمكن أن نعتبر هذا النوع من العمل كوميديا، لأن هذه الأخيرة تعني إضحاك الناس والترفيه عنهم وليس المساس بالأشخاص وتجريحهم والمساس برموز الدولة الجزائرية، وأيضا التعامل مع الدخلاء وابعاد القدامى المحترفين في الكوميديا، وهنا تكمن أزمة الفن الكوميدي في بلدنا.

 

كمال بوعكاز

ضعف السيناريو وراء أزمة الفن الكوميدي

 

من جهته، قال كمال بوعكاز: “حقا، الجمهور لم يعد يستمتع بالأعمال الفنية الكوميدية التي تقدم حاليا من طرف مختلف الأجيال الفنية مثل ما كان يتحقق في السابق، والسبب الرئيسي في نظري يرجع إلى ضعف السيناريو بعدما أصبح كل من هب ودب يكتب “خربشات” ويعتبرها سيناريو وينجزها عملا فنيا، يحدث كل هذا في غياب تام للسلطات المعنية بالشأن الثقافي، وأعتقد جازما أن الممثل غير مسؤول عن هذا التدني في مستوى الأعمال الكوميدية.

وحبذا لو يعيد المسؤولون عن الشأن الثقافي في بلادنا النظر في هذا الأمر بتطهير الساحة من الدخلاء الذين يتحكمون في الأعمال الفنية خاصة في مجال الكوميديا.

 

بختة بن ويس

هناك أعمال كوميدية في المستوى

 

وخلافا لسابقيها كان للفنانة بختة بن ويس رأيا آخرا، حيث قالت: “أنا لا أؤيد الآراء التي تقول كلاما سلبيا عن الأعمال الكوميدية في كل مرة، أكيد أن هناك أعمالا سلبية لكن في المقابل هناك أخرى إيجابية، وأيضا الممثل مهمته أداء الدور المقترح عليه على أكمل وجه ولا يحاسب على عدم رضا الجمهور على محتوى العمل، كما لا يمكن أن نتجاهل وجود أعمال كوميدية في المستوى أحبها الجمهور ويشجع دائما المشاركين فيها ويطالبهم بالجديد.

 

مروان ڤروابي:

رأي الجمهور هو الأهم

 

كل الأعمال الفنية التي شاركت فيها خلال مشواري الفني لحد الآن كلها في مجال الكوميديا، وقد نالت جميعها النجاح والإقبال الكبيرين لدى الجمهور لأنني أبدعت فيها، وهذا ما يجب أن يحاسبني عليه الجمهور، ولا يمكن أن أقبل أبدا بمن ينتقدني لضعف مستوى السيناريو لأنني لست مسؤولا عنه، إلى جانب أنني أختار الألفاظ المحترمة التي لا تخدش الحياء وبعيد عن المساس بكرامة وشرف الأشخاص، والجمهور وباعتباره المتلقي لأعمالنا الفنية، فرأيه يهمني كثيرا وأعمل جاهدا لمتابعته

والعمل به إذا كان نقدا بناء.