الفنان والملحن فاروق ثايري المشرف الفني لفرقة الأقصى الفنية لـ"الموعد اليومي":

الأعمال الإنشادية التي تمدح الرسول “ص” لها خصائصها ويجب أن تكون بمحتوى رسالي هادف

الأعمال الإنشادية التي تمدح الرسول “ص” لها خصائصها ويجب أن تكون بمحتوى رسالي هادف
  • على المنشدين الاجتهاد في توسيع الأفق وتنويع المواضيع

فرقة الأقصى من أقدم الفرق المؤدية للأعمال الفنية الملتزمة والهادفة والتي تحمل رسائل توعوية للمجتمع، حيث لها عدد كبير من الأعمال الإنشادية خاصة التي تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم. وللحديث بالتفصيل عن هذا الموضوع، كان لنا هذا اللقاء مع المشرف الفني لهذه الفرقة الفنان والملحن، فاروق ثايري.

 

كلمنا في البداية عن خصائص المدح النبوي؟

يتميز بروحانية في ذكر الحبيب وتفضيله ومدح صفاته الخَلقية والخُلقية وتعبيرا عن شوقنا له وزيارة الأماكن المقدسة المرتبطة بحياته، وذكر معجزات والصلاة عليه والتأسي بسيرته العطرة والحب الصادق له ويعتمد على أشعار وقصائد تُلبس بألحان عذبة شجية تحمل في طياتها غرس القيم والمعاني الدينية والإيمانية.

 

هل للمنشد وفرقته أعمال خاصة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم؟

Aucune description de photo disponible.

أكيد فرقة الأقصى الفنية موجودة منذ أكثر من 3 عقود ونصف (36 سنة) وتمدح الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. لها الكثير من الأعمال المسجلة مثل: شوق وحنين، أنت لي نور، يا عاشقين، الزيارة العيساوية في مدح خير البرية… والكثير الكثير ولنا وصلات خاصة بالفرقة من حيث النظم واللحن تؤدى في مختلف الحفلات والمهرجانات بالفصحى وبالدارجة لم تسجل بعد. كما في رصيد الفرقة، عملين من نوع الأوبرات أو المسرح الغنائي تحتوي على مجموعة من الأناشيد في قالب حواري ماتع تم عرضها في كبرى المسارح.

 

 ما رأيك في الأعمال الإنشادية التي تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم؟

في الساحة الفنية الكثير من الأعمال التي تمدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، منها ما هو راقِ وجيد ومنها ما هو متوسط. ولي في ذلك بعض الملاحظات، وهو أن لهذا النوع خصائصه، فمحتوى القصيد أن يكون جذابا ورساليا وهادفا وعلى المنشدين اجتناب الإعادة والتكرار للقصائد ولو بألوان مختلفة، فالمكتبة الشعرية زاخرة ومتعددة لمختلف الشعراء والكتاب من الزمن القديم أمثال حسان بن ثابت رضي الله عنه.  وهناك بردة البصيري وغيره كثير ومنهم من الزمن المعاصر مثل أحمد شوقي، وكذلك بلادنا تزخر بقصائد سيدي لخضر بن خلوف وبن مسايب وغيره كثير. أما الألحان تكون حسب المقام أن تكون مدروسة وفقا للقصيد من شجن وطرب وشوق وإحساس رفيع للمقام.

 

 هل ما زال الإنشاد فن “مناسباتي”؟

هذا السؤال يعاد كل مرة وهو مهم والإجابة عليه على عاتق المنشدين وعلى عاتق أصحاب الدعوات وأصحاب القرار ثقافي. ولنزع هاته الفكرة فعلى المنشدين الاجتهاد في توسيع الأفق وتنويع المواضيع الخاصة بهذا الفن ولا نبقى محصورين في إطار خاص بالمدح والمناجاة وفقط مع أنه أولى لكن علينا التطرق لمختلف القضايا الإنسانية والاجتماعية والوطنية وبقضايا الأمة ونعيش الواقع وأحداث غزة أمامنا وهذا دور الفن المقاوم. وكذلك ما يخص المجتمع والشباب في قالب ملتزم هادف والعمل على ترويج وتسويق هاته الأعمال وكسب مستمعين ومتلقيين جدد أفقيا وعموديا. وكذلك على المسؤولين في المجال الثقافي أن يغيروا هاته الفكرة من جعل الإنشاد في الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية فقط. الإنشاد فن قائم بذاته فن هادف وملتزم يخدم الفن الراقي والذوق العام ويخدم ثقافة المجتمع والوطن وصالح لكل زمان ومكان.

 

 هل الإنشاد بديل للفن الهابط ؟

الإنشاد والغناء الملتزم هو الأصل والأصيل لقدم مريديه وله تاريخ وله خصائصه كما للمنشدين خصائص في أخلاقيات الفن الملتزم وصناعة القدوة والتزود بالعلم والثقافة والتكوين الفني. كما أنه فن بديل لما يحتويه من جودة المحتوى وجماله ورسالته ورونقه يقدم للمتلقي والسامع وعلى القائمين بالثقافة أن يعتمدوا عليه ويشجعوا حاملي الفن الراقي والنيل فلا يصح إلا الصحيح والبقاء للأصلح.

 

 ما هو تقييمك للأصوات الجزائرية؟

بكل تواضع المنشد الجزائري له مكانته في الوسط الفني الوطني والعربي وحتى العالمي، فالجزائر زاخرة بالمواهب وولادة للأصوات الشجية الطروبة الجميلة الرائعة فكثير من الأصوات الجزائرية شرفتنا في مختلف المحافل الثقافية والمسابقات العربية الإنشادية. وإن كانت لي نصيحة أن أذكر نفسي وإخواني المنشدين أن يلتزمو بأخلاقيات هذا الفن بتواضع وإخلاص، فلهذا الفن خصائصه وأن يعملوا ويجتهدوا ولا يكلوا في التعلم والتكوين وأن يورثوا هذا الفن للأجيال القادمة والعمل بالقاعدة الثلاثية: الإيمان العميق. والفهم الدقيق والعمل المتواصل.

حاورته: حاء/ ع