الأطفال وعملية الذبح  .. بين رغبة المشاهدة والخوف من نتائجها.. مختصون يحذرون من العواقب النفسية التي قد تلحق بهم

elmaouid

يتميز عيد الأضحى في الجزائر بعديد الطقوس التي تضفي عليه نكهة خاصة، وتدور معظم هذه الطقوس حول الكبش فهو محور الحديث والاهتمام من بداية التجول في الأسواق وشرائه إلى غاية ذبحه وسلخه وصولا

إلى شيّه وأكله .

و الأطفال هم أكثر العناصر تعلقا بالكبش، لدرجة أن هناك الكثير من الآباء يرجع سبب شرائه للأضحية رغم غلائها لأولاده، ولذا فإن  الكثير من  أولياء الأمور يحرصون على اصطحاب أبنائهم عند الشراء، وكذا على  حضورهم عملية الذبح  اعتقادا منهم بأن في ذلك تدريبا عمليا على كيفية القيام بذلك مستقبلا ، أو لكونها فرصة لتلاحم أفراد الأسرة وتثبيت الأجر.  وينسى هؤلاء الأولياء المخاطر التي قد تنجم عن مشاهدة عملية الذبح حيث يتعرض بعض الأطفال إلى صدمة نفسية خاصة إذا كان الخروف قد قضى وقتا  في منزل العائلة أو أن الطفل قد ذهب مع والده لشراء خروف العيد وظل يرافقه طيلة الأيام التي تسبق العيد وساهم في إطعامه، مما يجعل الطفل يتعلق به ولا يتقبل فكرة ذبحه .

 

الطفل يرتبط عاطفيا بالخروف

 

يحذّر الخبراء في آخر التوصيات الصحية من ذبح خروف العيد أمام الأطفال لأن ذلك  قد يعرضهم  لبعض العواقب غير المحمودة لاسيما إذا كان الطفل قد تعلق عاطفيا بالكبش  خاصة وأن هناك بعض الأطفال يتخذ كبش العيد صديقاً ويجعل له مكانة أحد أفراد أسرته.

كما يؤكد الخبراء على عدم مشاهدة الطفل دون سن العاشرة لعملية الذبح وهي ما يعرف بسن السعي  الذي وصل إليه إسماعيل -عليه السلام-، عندما رأى والده إبراهيم -عليه السلام- أنه يذبحه في المنام وفداه الله بذبح عظيم، وهذه السن هي مرحلة الطفولة المتأخرة التي تبدأ من سن 10 سنوات، عندها يمكنه أن يرى مشهد الذبح؛ ليعرف الهدف من وراء الفداء والأضحية، أما قبل هذه السن  فلا ينبغي أن يرى هذا المشهد لأنه صعب على نفسية الطفل، وعندما يسأل الطفل  عن ذهاب الخروف الذي يلعب به ويقدم له الطعام، يقال له بأنه تم ذبحه مثلما يذبح الدجاج والأرانب والحمام، ومثلما يصطاد السمك وقبل هذا يجب أن يقال للطفل أثناء وجود الخروف في البيت قبل الذبح أنه أتى  بالخروف لذبحه وأكله في العيد.

 

ضرورة إعلام الطفل بذبح الكبش

 

أكد المختصون على ضرورة إخبار  الطفل بأنه سيأتي يوم عيد الأضحى وفيه سيتم ذبح الخروف الذي يلعب معه وأكله حتى لا تكون الصدمة مؤثرة عند الطفل الذي نشأ على علاقة خاطئة مع هذا الخروف، ومع تفاوت الآراء يبقى دور الوالدين مهما في معرفة طبيعة طفلهما ورد الفعل المتوقع منه حين رؤية مناظر مماثلة سواء على أرض الواقع أو من خلال بعض المشاهد التلفزيونية ومقاربة السن المثالية لمفاهيم الطفل لاستيعاب مثل تلك الأحداث والتفاعل معها بشكل إيجابي ومفهوم صحيح.

 

دراسة تنصح بعدم اصطحاب الأطفال عند شراء الكبش

 

قالت دراسة إن الطفل بعد مدة قصيرة يعتبر الخروف بمثابة الصديق ولا يقبل أن يسلخ ويقطع لحمه أمام عينيه. ورؤية منظر الدم و طريقة الذبح قد تؤثر على الطفل الذي لم يتلق المفاهيم الأساسية لتلك السنّة المطهرة أو في حالة ما إذا كان في سن لا يستطيع فيها استيعاب تلك المعلومات المعقدة لمن هو في مثل سنه.

وتبقى النصيحة التي يعطيها التقرير هي عدم اصطحاب الأطفال لشراء الأضحية وعدم تركها في البيت لمدة طويلة قبل الذبح، بل ينصح أن يؤتى بها للبيت قبل يوم من العيد ثم عدم السماح للأطفال بمشاهدة عملية الذبح أو مناظر الدماء.