الجزائر- أكد أحمد ميزاب الخبير الأمني والمختص في القضايا الإستراتيجية أن الدول الأوروبية ما تزال تتوجس خيفة وتحسب ألف حساب للمقاتلين الذين كانوا ينشطون ضمن التنظيمات الإرهابية العائدين من صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي وذلك لما يشكلونه من تهديد مباشر وغير مباشر على مصالحها .
قال أحمد ميزاب بأن مدير مكافحة الإرهاب في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أبدى مخاوف كبيرة بشأن المقاتلين العائدين إلى أوروبا ممن كانوا يقاتلون في صفوف “داعش” الإرهابي المقدر عددهم حوالي 05 آلاف مقاتل، مشيرا أن المسألة شكلت حرجا كبيرا للكثير من البلدان في إطار محاربة الإرهاب والتي تحتاج-بحسبه- إلى نظرة استعجالية تعالج الظاهرة من عدة زوايا اجتماعية وأمنية واقتصادية محضة.
وشدد المتحدث بأن قضية المقاتلين في صفوف “داعش” ليست بالخطورة التي يشكلها الأطفال المجندون في التنظيم المذكور الذين تتراوح أعمارهم بين16 و18 سنة والذين يعدون -بحسبه- بمثابة القنبلة “الصامتة” بالنظر لما سيأولون إليه مستقبلا وهم الذين تم تجنيدهم وتدريبهم في سن مبكرة جدا متسائلا في هذا السياق: ماذا سيتحول هؤلاء المقاتلون عندما يكبرون ويعودون إلى بلدانهم الأصلية ..؟
في السياق ذاته وصف المتحدث الإجراءات الأمنية التي تتخذ كل نهاية سنة في عديد البلدان ولاسيما الجزائر من طرف الأجهزة الأمنية للتصدي لأي عمل إجرامي محتمل بالعادية جدا نظرا لخصوصية المناسبة التي تجد فيها التنظيمات الإرهابية عادة فرصة لتنفيذ مخططاتها من خلال الاستفادة من الثغرات الأمنية التي قد تحدث هنا وهناك.
ونبه المتحدث بأن التنظيمات الإرهابية لها خلايا للتفكير والتنسيق والتنفيذ والتي كثيرا ما كانت تختار التوقيت والمكان بدقة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية ومن ثم دراسة تداعياتها المختلفة، مضيفا بأن مفهوم الإرهاب التقليدي والمحلي تجاوزه الزمن حيث أصبحنا اليوم أمام إرهاب دولي متعدد الجنسيات باعتبار أنه أصبح لا يملك لا هوية ولا شهادة، مستفيدا من تنقلاته وتحالفاته العضوية أفقيا وعموديا وبالتالي نحن اليوم أمام ظاهرة ذات أبعاد عالمية لها قدرات “تفكيكية” وتضرب في كل مكان .