الجزائر- أكد كاهي مبروك الخبير الأمني والمختص في أمن الساحل بأن مختلف التمارين القتالية التي قام ويقوم بها الجيش الوطني الشعبي إنما هي من صميم وثقل المسؤولية التي هي على عاتق المؤسسة العسكرية خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية وهشاشة السلم والمصالحة في دولة مالي وتدفقات المهاجرين السريين من النيجر وما تحمله الظاهرة من أخطار مجتمعية وأمنية فضلا عن عدم الاستقرار في دولة ليبيا
الشقيقة والانتشار الرهيب واللامراقب للأسلحة الخفيفة والمتوسطة بالإضافة إلى الإرهاب الحدودي مع تونس ومحاربة الجريمة المنظمة والمخدرات على الحدود الغربية وأيضا التحركات الأخيرة لدولة موريتانيا على حدودها مع الجزائر وانتهاء بوجود بعض النيات السيئة من لدن أطراف خارجية تروج وتسوق باستمرار لانفلات الأوضاع في الداخل الجزائري.
يرى الخبير كاهي مبروك في تصريح لـ “الموعد اليومي” بأن الحراك الميداني الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي مؤخرا بتنفيذه تمارين قتالية يحرص على عنايتها شخصيا الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي -الذي يقوم بواجباته الوظيفية والدستورية على أكمل وجه- إنما يدخل أيضا ضمن العمليات الروتينية التي يقوم بها أي جيش في العالم يحث أفراده على اليقظة والجاهزية الدائمة والأكثر من ذلك -في الحالة الجزائرية – هي خطوة جريئة لإثبات جاهزية وفعالية مؤسسة الجيش الوطني الشعبي وحضورها الفاعل في مستقبل الدولة الجزائرية التي تنتظرها تحديات كثيرة.
وأوضح المتحدث بأنه من بين التحديات التي تنتظرها الجزائر خاصة على الصعيد الداخلي ضمان استقرار وأمن المواطن وإنجاح النظام الدستوري بتنظيم انتخابات محلية بالإضافة إلى العمل على تهيئة الأرضية المثلى للاستحقاق الرئاسي القادم الذي بقي عليه أقل من عام ونصف.
كما أوضح المتحدث بأن الجيش الوطني الشعبي كانت وما تزال رسائله واضحة، مباشرة، غير مشفرة ودقيقة أبرزها بعث برسائل تحذيرية لكل من لديه نوايا سيئة سواء في الداخل أو الخارج تجاه الجزائر بأن أي لعبة سياسية يجب أن تتم ضمن القواعد الدستورية والقوانين الناظمة لسير البلد.
كاهي يدعو إلى التعامل بذكاء وفطنة مع التقارير الخارجية
من جهته دعا المتحدث الرأي العام إلى التعامل بحذر مع التقارير الدولية التي تتحدث عن الجزائر في هذا الوقت الحساس سيما التقرير الأخير الذي صنف الجزائر في المرتبة السابعة ضمن الدول الأكثر أمنا في العالم لسنة 2017 بحسب المعهد الأمريكي لاستطلاع الرأي غالوب، مشددا على ضرورة التعامل بذكاء وفطنة مع التقارير الخارجية على اعتبار أن الأمن لا يتحقق إلا بسواعد أفراد الجيش والأسلاك الأمنية المختلفة وتضحيات الرجال والأبطال وليس بالتقارير الخارجية.
وأضاف المتحدث ذاته بأنه إذ قارن بلدنا بدول المنطقة، فالجزائر أكثر أمنا خلافا لبعض الدول المجاورة التي تعرف انفلاتا أمنيا أو حراكا اجتماعيا عجزت معه حكومات تلك الدول عن الاستجابة لمطالب الشعب الأساسية.
وعن بعض التحركات الإرهابية الأخيرة في بعض مناطق الوطن، قال محدثنا بأنها عمليات معزولة من أطراف يائسة تحاول البحث عن زخم إعلامي أو تأثير سياسي لكن يقظة الجيش والجاهزية القتالية جعله يتحكم في الوضع والقضاء على هذه البؤر والشراذم الإرهابية حتى في أماكن تمركزها في الجبال والأودية والأحراش ذات المسالك الصعبة .
الجزائر لم تتورط في المستنقعات التي حفرت للدول العربية
وفي سياق الحراك الدبلوماسي الذي تقوم به الجزائر بهدف إحلال السلم والمصالحة الوطنية موازاة مع عقيدتها القتالية للقضاء على الإرهاب ومحاربة التطرف والتطرف العنيف ورأب الصدع العربي العربي، رفض محدثنا ما يسوقه بعض الأكاديميين الذين يعتقدون بأن الجزائر تتحرك في الوقت بدل الضائع وبأنها لم تعد مؤثرة إقليميا، بينما الحقيقة الصارخة تؤكد بأن الجزائر من الدول العربية القليلة جدا التي لم تتورط في المستنقعات التي حفرت للدول العربية وهو ما أكسبها المصداقية وعليه الحراك الدبلوماسي يدخل ضمن الواجبات الأخلاقية للدولة الجزائرية ولهذا لا يجب النظر إليه على أنه إهدار للمال العام بل إن تحريك المياه بإمكانه دفع العلاقات العربية قدما لإيجاد حلول واقعية بعيدا عن كل المزايدات والترهات.