الأضحية شعيرة من شعائر الدين، وسنة من سنن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وقد دل على مشروعيتها القرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع الأمة. أما القرآن الكريم فقوله عز وجل “فصل لربك وانحر”. وقد قال عبد الله بن عباس والحسن وعكرمة ومجاهد : أن معنى الآية “انحر الأضحية يعد صلاة العيد”. وأما السنة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضحى بكبشين، أحدهما عن نفسه وأهل بيته، والثاني عمن لم يضحي من أمته. وروى أحمد والبراز والطبراني بسند حسن عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين. فإذا صلى وخطب الناس أتي بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بنفسه بالمدية ثم يقول: اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ. ثم يؤتى بالأخر فيذبحه بنفسه ويقول: هذا عن محمد وأل محمد، فيطعمهما جميعا المساكين ويأكل هو وأهله منهما. فمكثنا سنين ليس لرجل من بني هاشم يضحي قد كفاه الله المؤنة برسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما الاجماع فقد أجمعت الأئمة في القديم والحديث على مشروعيتها، وإنما اختلفوا هل هي واجبة أو سنة.
من كتاب مشروعية الأضحية لفضيلة الدكتور موسى إسماعيل