عرفت الأسواق الجوارية، أو ما يعرف بـ “أسواق الرحمة”، التي تم فتحها بمناسبة شهر رمضان، بهدف المساهمة في كسر ارتفاع أسعار المواد الأساسية، من خلال ربط المستهلك مباشرة بالمنتج أو بتاجر الجملة، اقبالا كبيرا للعاصميين خلال الأسبوع الأول من شهر الصيام، بصفتها “متنفسا” لذوي الدخل المتوسط، ومبادرة ناجحة تستحق، حسب مستهلكين مستجوبين، التعميم على باقي أيام السنة.
وخلال جولة استطلاعية عبر عدد من هذه الأسواق الجوارية، تم الوقوف على وفرة وتنوع المواد المعروضة بأسعار تنافسية وسط اقبال كبير للمواطنين.
وهو ما تم ملاحظته بالسوق الجوارية المتواجدة على مستوى مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ببلدية بلوزداد، حيث تعرف حركية كبيرة ووفرة وتنوعا في السلع المعروضة من خضر وزيوت وزيتون وقهوة وبقوليات ومشتقات الحليب والبيض وحتى مواد التنظيف ومستلزمات المطبخ، بأسعار تنافسية.
وتباع القهوة بهذا السوق بـ 200 دج/250 غ والعدس بـ 170 دج/كغ والحمص بـ 240 دج/كغ والأرز بـ 180 دج، ي حين يباع الجزر بـ 50 دج/كغ والفلفل بـ 150 دج.
نفس الأجواء من حيث الاقبال والوفرة والأسعار تمت ملاحظتها بأسواق الرحمة بباب الوادي، عين البنيان والدار البيضاء، حيث تتواصل الحركية طوال ساعات اليوم.
وفي محادثة مقتضبة لـ “وأج” مع أحد الزبائن على مستوى سوق الرحمة بعين البنيان، بمحاذاة الحديقة العمومية، أشار إلى أن الأسعار “معقولة” بالنسبة لبعض السلع كالبقوليات ومشتقات الحليب وبعض الخضر على غرار الجزر، مبرزا أن الفرق في أسعار بعض المنتجات مع ما هو موجود في المحلات العادية يناهز أحيانا نسبة 30 في المائة.
وتشاطره الرأي سيدة في الخمسينات برفقة ابنتها التي تعودت على التسوق بهذا الفضاء خلال شهر رمضان، متمنية تعميم هذه المبادرة على كامل أيام السنة بحكم الأسعار التي اعتبرتها “جد منخفضة” و “في متناول المواطن البسيط”.
وبسوق الرحمة بباب الوادي، المتواجد على مستوى “شاطئ كيتاني”، أين تم نصب حوالي خمسين خيمة تعرض مختلف المنتوجات الاستهلاكية، ذكر مواطن أربعيني أنه لأول مرة يدخل هذه السوق الجوارية المخصصة لشهر الصيام، واعترف أن الأسعار مختلفة كثيرا عما هو موجود خارجها.
واستطرد قائلا: “أنا مندهش من انخفاض أسعار المواد الاستهلاكية هنا”، متسائلا عن “امكانية تعميم هكذا مبادرة وتقليل العبء على المواطن الذي يعاني من غلاء الأسعار في الأشهر الأخيرة، وخاصة خلال الأيام الأولى لرمضان”.
أسواق الرحمة “مبادرة ناجحة”
من جهته، اعتبر نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، سليم بن طيبة، أن سياسة الدولة فيما يتعلق بفتح أسواق جوارية خلال رمضان “ناجحة على مستوى ولاية الجزائر”، مشيرا إلى أن التقييم الأولي للمجلس الشعبي الولائي لعملية فتح وسير 35 سوق جوارية ووفرة المواد الاستهلاكية الأساسية “جد إيجابي”.
وذكر هذا المسؤول المحلي أن الـ 35 سوقا التي تم فتحها “تغطي حوالي 80 في المائة من بلديات العاصمة”، وهي حاليا في حيز الخدمة، مبرزا أن عملية اختيار مواقع هذه الأسواق من طرف لجنة على مستوى ولاية الجزائر تتشكل من المجلس الشعبي الولائي ومديرية التجارة والمتعاملين الاقتصاديين، تستجيب لاعتبارات ديمغرافية من أجل الاقتراب أكثر من المواطن.
وأشار السيد بن طيبة إلى أن المجلس الشعبي الولائي سيقوم بزيارة كافة هذه الأسواق في الأيام القادمة، مذكرا بأنه تمت معاينة البعض منها في الأيام السابقة، أين تم تسجيل اقبال كبير للمواطنين.
وفيما يتعلق بتوفر بعض المواد الاستهلاكية الأساسية التي تعرف بعض الندرة كالزيت والسميد، أكد السيد بن طيبة أنها “متوفرة بأسواق الرحمة التي تستقبل كوطات يومية لهذه المواد”، مضيفا أن مخزونها ينفذ في الساعات الأولى من الصباح بسبب تهافت المواطنين عليها، متأسفا لكون هذا السلوك الاستهلاكي للمواطن هو السبب الرئيسي في ندرة هذه المواد.
من جانبه، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية لحماية وارشاد المستهلك، مصطفى زبدي، أن الأسواق الجوارية التي تفتح في شهر رمضان تساهم في وفرة المنتوجات، خاصة الأساسية منها، وكذلك في خفض الأسعار لأنها تربط مباشرة المستهلك بالمنتج أو بتاجر الجملة. واقترح فتح المزيد من هذه الأسواق، ليس خلال شهر رمضان فقط وإنما على باقي أيام السنة.
وفيما يتعلق باحترام قواعد الصحة والنظافة على مستوى هذه الفضاءات، قال السيد زبدي إنها “تحترم عموما شروط النظافة والتبريد”، بما أنها تابعة للسلطات العمومية، مشيرا إلى “أنه يتم تسجيل نوع من التراخي في تطبيق شروط النظافة مع مرور الأيام ولكنها حالات معزولة وقليلة جدا”.
القسم المحلي